عاجلمقالات

حسين محمود يكتب: المهرجانات فوضى.. والرقص بلا رقابة

في زمن غابت فيه المعايير الفنية وتحولت الساحة الغنائية إلى مسرح للفوضى والانفلات، تعيش مصر على وقع ظاهرة غنائية مشوهة تُسمى مجازًا “المهرجانات”، لكنها في واقع الأمر ليست سوى قنابل صوتية ملوثة بالألفاظ النابية، والإيحاءات الجنسية، والرسائل التخريبية التي تهدد الذوق العام وتعبث بعقول النشء.

في المقابل، تقف نقابة المهن الموسيقية في صدام مستمر مع هذه الفئة من المطربين، وسط إصرارهم على كسر القواعد وتجاوز كل الخطوط الحمراء، بل وتحدي قرارات الإيقاف تارة بالتحايل، وتارة أخرى بدعم من بعض منظمي الحفلات الذين لا يعبأون إلا بالمكاسب.

 

صراع بلا نهاية.. النقابة تقاوم وحدها

منذ أشهر، أعلنت نقابة المهن الموسيقية – بقيادة الفنان مصطفى كامل – قرارات حاسمة ضد عدد من مطربي المهرجانات، مثل حسن شاكوش، وعنبة، وحمو بيكا، وغيرهم، بعد تكرار الألفاظ الخارجة على المسارح، والاستعانة برقاصات صدر بحق بعضهن قرارات منع من الظهور، أو ارتبطت أسماؤهن بقضايا آداب علنية.

ومع ذلك، تُقام الحفلات، ويُبث الفساد علنًا على شاشات “لايفات” إنستجرام وسناب شات وتيك توك، وكأن شيئًا لم يكن!

فهل فقدت النقابة سيطرتها؟ أم أن هناك من يعبث باللوائح من خلف الستار

 

حفلات الساحل الشمالي.. من الترفيه إلى الانحراف

حفلات الساحل الشمالي هذا العام خرجت عن السيطرة. لم تعد مجرد فقرات فنية أو عروض موسيقية، بل أصبحت ساحة مستباحة لكل مظاهر الانحراف الفني والسلوكي:

راقصات ممنوعات بقضايا أداب تظهر من جديد على المسارح تحت أسماء مستعارة، ومن دون تصاريح، متحديات القوانين والأجهزة الرقابية.

كلمات الأغاني باتت تحمل ألفاظًا تخدش الحياء العام بشكل صارخ، دون أدنى محاسبة.

الجمهور في الحفلات بات يردد كلمات مثل “بلالين في المية”، و”حشيش ع الماسورة”، وكأنها أبيات شعرية راقية.

فأين الرقابة؟ أين المصنفات الفنية؟ وأين دور وزارة الثقافة؟

هل أصبح الساحل الشمالي “محمية حرة” لكل مظاهر الانحلال؟!

المنصات الرقمية.. مكبر صوت للفجور

اللايفات اليومية على السوشيال ميديا تنقل حفلات كاملة لمطربي المهرجانات والراقصات، دون أي حظر أو رقابة، ليشاهدها الأطفال والمراهقون في منازلهم كأنها مادة تعليمية.

لقد تحولت المهرجانات إلى أسلوب حياة مدمر، يروج للبلطجة والانحراف، ويهين صورة المرأة، ويكرّس ثقافة العنف والابتذال.

والأسوأ من ذلك، أن بعض تلك الأسماء تُستدعى لإحياء حفلات خارج مصر، بما يُسيء لصورة الفن المصري أمام العالم

نداء عاجل للمسؤولين

نحن أمام كارثة ثقافية حقيقية، تضع مستقبل الذوق العام على المحك.

الأمر لم يعد متعلقًا بموسيقى مختلفة أو لون شعبي، بل بظاهرة تحولت إلى آلة هدم ثقافي وأخلاقي يجب وقفها فورًا.

نطالب بتدخل حاسم من:

البرلمان لتشريع قوانين تُجرم علنًا استخدام الألفاظ الخارجة في الأعمال الفنية.

وزارة الداخلية لتكثيف الرقابة على الحفلات والمقاهي والنوادي الليلية التي تُقام فيها هذه “العروض”.

النيابة العامة لفتح تحقيقات موسعة حول الأموال الطائلة التي تُدفع لبعض الراقصات الممنوعات للظهور في الحفلات.

الأجهزة الرقابية والإعلامية للسيطرة على المحتوى المتداول على المنصات.

الكلمة الأخيرة..

الفن ليس حرامًا، والمهرجانات ليست المشكلة، ولكن ما يُقدَّم باسمها من دعوة للانحدار والسفالة هو ما يجب أن يُحارب.

لسنا في معركة ضد الغناء، بل في معركة لحماية هوية أمة تُختطف على أنغام “أمك وأبوك”!

أوقفوا هذه المهزلة.. قبل أن نصحو على جيل لا يعرف من الفن سوى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى