
في إطار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير المنظومة العقابية بما يتسق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، نظّمت وزارة الداخلية زيارات موسّعة لأولياء أمور طلبة وطالبات كلية الشرطة إلى عدد من مراكز الإصلاح والتأهيل، بهدف الاطلاع عن قرب على الواقع الجديد للمؤسسات الإصلاحية، والوقوف على مستوى الرعاية المقدمة للنزلاء، سواء من الجانب الإنساني أو الطبي أو المهني والنفسي.
مراكز إصلاح تتجاوز الصورة النمطية
وخلال الزيارة، تفقد أولياء الأمور العديد من المنشآت الخدمية والتعليمية والمهنية داخل مراكز الإصلاح، بداية من المراكز الطبية المجهزة بأحدث التقنيات الطبية، مرورًا بالمصانع المتخصصة، ووصولًا إلى الحضانات والأقسام الخاصة بتأهيل النزيلات.
وأعرب الزائرون عن إعجابهم الشديد بالتجهيزات الطبية الحديثة داخل المستشفيات الملحقة بالمراكز، والتي تقدم خدمات صحية متكاملة للنزلاء، بما يعكس الاهتمام بالجانب الصحي كحق أصيل لكل إنسان، حتى داخل المؤسسات العقابية.
رعاية شاملة وتأهيل متكامل
كما شملت الجولة زيارة أماكن الزراعة المفتوحة، والتي تعد من أهم ملامح عملية تأهيل النزلاء، حيث يتم تدريبهم على الحرف الزراعية المختلفة ضمن برامج إعادة دمجهم في المجتمع.
وتُتيح هذه البرامج الفرصة للنزيل لاكتساب مهارات عملية تُسهم في تسهيل عودته إلى الحياة الطبيعية بعد انتهاء فترة العقوبة.
ولم تقتصر الزيارة على الزراعة، بل شملت كذلك مصانع الملابس والإكسسوارات التي يعمل بها النزلاء، ما يُعد نموذجًا تطبيقيًا لسياسات التمكين الاقتصادي داخل المؤسسات العقابية.
وشاهد الزوار مراحل الإنتاج، ومدى انضباط النزلاء ومهارتهم في العمل، وسط بيئة صناعية منظمة تُراعي معايير السلامة والتطوير.
وفي لفتة إنسانية عميقة، زار أولياء الأمور أيضًا حضانة الأطفال المرافقة للنزيلات، والتي تهدف إلى الحفاظ على الروابط الأسرية بين الأم وطفلها خلال فترة العقوبة، في إطار من الرعاية النفسية والاجتماعية المتكاملة، مع توفير بيئة تعليمية وصحية للطفل لا تختلف عن أي مؤسسة خارجية.
التأهيل النفسي والاجتماعي أولوية إنسانية
البرنامج التأهيلي لا يقتصر على المهارات المهنية فقط، بل يمتد ليشمل الدعم النفسي والاجتماعي، وقد شاهد الزوار أماكن جلسات التأهيل النفسي التي يتلقى فيها النزلاء برامج علاجية وسلوكية بإشراف متخصصين، وذلك بهدف إعادة بناء شخصية النزيل بما يسمح له بالعودة إلى المجتمع وهو أكثر استقرارًا وتوازنًا.
هذه البرامج تتم وفق أسس علمية حديثة تتوافق مع أعلى معايير حقوق الإنسان، بما في ذلك مراعاة الكرامة الإنسانية، والحق في التعليم، والتدريب، والرعاية الصحية والنفسية.
تقدير وشكر للرئيس ووزير الداخلية
وفي ختام الزيارة، أعرب أولياء الأمور عن تقديرهم الكبير للرئيس عبد الفتاح السيسي على اهتمامه بتطوير منظومة العدالة العقابية، وتحويل المؤسسات الإصلاحية إلى بيئات إنتاجية وإنسانية تعكس الوجه الحقيقي للدولة المصرية الحديثة، والتي تضع الإنسان محورًا أساسيًا في كل سياساتها.
كما وجه الزائرون شكرهم للسيد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية على ما لمسوه من تطور كبير وملحوظ في مراكز الإصلاح والتأهيل، سواء على المستوى التنظيمي أو الإنساني أو التكنولوجي. وأشادوا بجهود وزارة الداخلية في تحقيق التوازن بين تطبيق القانون وحماية حقوق الإنسان، والحرص على إعادة دمج النزلاء في المجتمع بصورة فاعلة وإيجابية.
واختتمت الزيارة بالتأكيد على أهمية مثل هذه الفعاليات، التي تُعزز من الشفافية وتوطد ثقة المواطنين في المؤسسات الوطنية، وتفتح نافذة على ما تحقق من تطوير في ملف بالغ الأهمية كملف الإصلاح والتأهيل.