
في ضربة أمنية قاصمة، أسدلت وزارة الداخلية الستار على واحدة من أخطر الظواهر الإلكترونية التي تفشت في المجتمع المصري خلال السنوات الأخيرة، وهي ظاهرة “التيك توكرز”.. أولئك الذين تركوا كل قواعد الأخلاق والقانون، وهرولوا وراء الشهرة والمال السهل، عبر بث محتوى فج، واستعراضات تهدد الذوق العام وتُخفي وراءها نشاطات مشبوهة تصل إلى الإتجار بالمخدرات وغسيل الأموال.
الداخلية ترصد.. وتتحرك بلا هوادة
لم تكن التحريات الأمنية التي قادتها قطاعات متخصصة بالأمن العام ومباحث الإنترنت عادية، بل اعتمدت على تقنيات متطورة في الرصد والتتبع والتحليل الرقمي، نجحت في تتبع حسابات عشرات من مشاهير التيك توك، الذين تجاوزوا كل الخطوط الحمراء. تم تتبع أنشطتهم المالية، وتوثيق التحويلات البنكية التي تلقوها من مصادر غير معلومة، وتحليل أسلوب حياتهم المستفز لملايين المتابعين، والذي تبيّن لاحقًا أنه يستند إلى أرباح غير مشروعة.
ضبط وتحريز.. مجوهرات ومخدرات وتحويلات بالدولار
الضربات جاءت متلاحقة. ضبطت الداخلية عدداً من “التيك توكرز” المعروفين، وعُثر بحوزتهم على كميات كبيرة من المخدرات المعدة للبيع، إلى جانب مشغولات ذهبية باهظة الثمن، وهواتف محمولة تحتوي على محادثات مالية وتحويلات من الخارج، بعضها تم عبر وسائل غير مشروعة، في تبييض واضح لعوائد فيديوهات خادشة للحياء ومرتبطة بتطبيقات مشبوهة.
العدالة تلاحق من يتاجرون باللا أخلاق
النيابة العامة، وبالتنسيق مع الجهات الأمنية، بدأت تحقيقات موسعة، وقررت حبس المتهمين احتياطيًا على ذمة قضايا تتعلق بالإضرار بالأمن القومي الأخلاقي، وبث محتوى غير لائق، والاتجار في الممنوعات. وتم التحفظ على الأموال المشبوهة، ومصادرة الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في تصوير ونشر هذه الفيديوهات، بعد التأكد من تورطهم في استغلال الشهرة كغطاء لعمليات غير مشروعة.
الداخلية.. درع الوطن الأخلاقي
مرة أخرى، تؤكد وزارة الداخلية أنها لا تحمي أمن المواطنين فقط، بل تحمي أيضًا قيم المجتمع، وتصون الذوق العام من التشويه والانحطاط الذي يحاول البعض تصديره على منصات التواصل. ولا تزال الحملات مستمرة، ولن تتوقف حتى تطهير الفضاء الإلكتروني من كل من يحوّله إلى ساحة للربح غير المشروع والانحراف السلوكي.
الرسالة وصلت.. ومن يعبث سيُحاسب
لم يعد “التيك توك” مجرد منصة، بل صار في بعض الأحيان غطاءً لجرائم أخطر من أن تُغتفر. ومع استمرار الرصد والمتابعة، سيكون مصير كل من يحترف نشر التفاهة والابتذال، هو السقوط المدوي