عاجلمقالات

حسين محمود يكتب: أكاديمية الشرطة.. مصنع الرجال

في ظل الجمهورية الجديدة التي أرسى دعائمها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم يعد تطوير جهاز الشرطة مجرد خيار، بل أصبح ضرورة استراتيجية تتماشى مع متغيرات العصر وتحديات الأمن القومي. وهنا برز الدور المحوري لـ أكاديمية الشرطة التي تحولت إلى قلعة علمية وميدانية لإعداد ضابط عصري يليق بمستقبل مصر، يمتلك عقلية مبتكرة، ولياقة بدنية عالية، ومعرفة تقنية متقدمة، تجعله قادراً على مواجهة الجرائم التقليدية والمستحدثة على حد سواء.

منذ سنوات مضت، كان الاهتمام منصباً على تخريج ضباط يجيدون التعامل مع مهامهم الأمنية اليومية، لكن اليوم، ومع تطور الجرائم الإلكترونية وغسل الأموال وجرائم الإرهاب العابر للحدود، أصبح لزاماً على الأكاديمية أن تعيد صياغة مناهجها التدريبية والتعليمية لتواكب التغيرات. فتم استحداث برامج جديدة ترتكز على:

التقنيات العلمية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة.

التدريب العملي المحاكي للواقع الميداني عبر مسارح جريمة افتراضية ونظم محاكاة متطورة.

تعزيز القدرات البدنية والنفسية للطلاب بما يجعل الضابط قادراً على اتخاذ القرار في أصعب الظروف.

ولم يقف التطوير عند الجانب الأمني فقط، بل امتد ليشمل إعداد الضابط المثقف الواعي بقضايا وطنه، القادر على التواصل مع المواطنين بروح إنسانية تعكس صورة رجل الشرطة الجديد.

اللواء خالد الشاذلي، أحد القيادات الأمنية المشرفة على عملية التطوير، أكد أن الأكاديمية أصبحت بمثابة “مصنع الرجال” الذي يضع نصب عينيه تخريج ضابط لا يقل كفاءة عن نظرائه في أرقى المؤسسات الأمنية العالمية. وأضاف أن مناهج التدريب تتغير باستمرار لمواجهة التحديات مثل الجريمة المنظمة، الإرهاب الإلكتروني، وحروب الجيل الرابع.

إن أكاديمية الشرطة اليوم لا تكتفي بإعداد رجال الأمن لمتطلبات الحاضر، بل تصنع ضابط المستقبل القادر على حماية الوطن والمواطن، وتجسيد شعار وزارة الداخلية: “الشرطة في خدمة الشعب”، ولكن بروح جديدة وأدوات عصرية تتناسب مع طموحات مصر في ظل الجمهورية الجديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى