
رحل من كان لي أكثر من صديق.. كان أخًا بمعنى الكلمة، ورفيق مشوار، وسند أيام التعب.. رحل من جمعنا على المحبة والصدق والجدعنة.. رحل الفنان الإنسان “أحمد عامر”، لكن الوجع باقٍ، لا يغادر القلب، ولا يتوقف في الحلق.
أكتب هذه السطور والدمع لا يفارق عيني، والقلب يتألم بحرقة.. مش بس لأني فقدت فنان كبير له بصمة لن تُنسى، ولكن لأني فقدت “أحمد” اللي كان في حياتي شخص مختلف، واحد من الناس اللي لما يدخلوا قلبك.. يفضلوا فيه طول العمر، حتى لو غابوا بالجسد.
بيني وبينه عشرة عمر
أحمد ماكنش مجرد مطرب شعبي، كان إنسان نضيف من جواه، قلبه أبيض، ولسانه دايمًا طيب، ووشه فيه بركة. كان بيشوف الدنيا من منظور مختلف.. مافيش غل، ولا كراهية، ولا غدر في قلبه. عاش بسيط، وكان بيحب البساطة، وكانت الجدعنة عنده أسلوب حياة مش تصرف عابر.
كنت معاه في لحظات فرح ولحظات حزن.. كنا بنتكلم بالساعات، وكان بيحب يسمع، وكان دايمًا أول حد يقولك: “أنا معاك، قول أنا أعملك إيه؟”.. كان بيطبطب على الناس بكلمة وبنظرة، ودي حاجات لا بتتعلمها في معهد ولا على مسرح.. دي حاجات بتتولد في القلب.
فنه كان زيه
كان صوته هو مرآة قلبه.. صادق، موجوع، حساس، ودايمًا يوصل للقلب بسرعة. أحمد لما كان بيغني، ماكنش بيقدم أغنية، كان بيقدم حكاية، بتلمس اللى بيسمعه.. لأنه كان بيغني من وجعه ومن وجعنا. كل كلمة قالها، وكل لحن غناه، كان فيه حتة من قلبه.
أغانيه مش مجرد كلمات.. كانت رسائل.. للناس الغلابة، للمكسورين، لللي اتخانوا، لللي اتظلموا، وحتى لللي فرحانين.. كانت أغانيه ملجأ لكل واحد حاسس إن مافيش حد فاهمه.. وفعلاً، أحمد كان فاهم الكل.
الفراق الصعب
لما جات لحظة الرحيل.. حسيت إن جزء من قلبي اتسحب.. مشهد الجنازة، عيون الناس اللي بتبكي، وجمهور بيودع فنانهم المفضل، كان كله صعب.. لكن الأصعب، إنك تبص حواليك وتدور عليه، وما تلاقيهوش.
أنا موجوع.. وجعي مش عادي.. لأن أحمد ماكنش شخص في حياتي.. ده كان أخ، وكان ضهر، وكان كتف في وقت الانكسار. فقدانه علّمني إن الدنيا مش دايمة، وإن الناس الحلوة مش بتعيش كتير، وإن الطيبين دايمًا بيمشوا بدري.
رسالتي ليك يا أحمد
يا صاحبي، يا غالي، يا أنضف قلب شوفته في حياتي.. والله ما أنساك، ولا هعدي لحظة من غير ما أفتكرك، هافضل أسمع صوتك، وأردد كلامك، وهعيش على ذكراك. مش هقول وداع، لأني مؤمن إنك باقٍ.. فينا، في فنك، في سيرتك، وفي كل حب الناس ليك.
محدش يقدر ينسى أحمد عامر.. لأنه ماكنش بيعيش لنفسه.. كان عايش لينا. ووجعي عليك عمره ما هيروح، بس عزائي الوحيد إنك دلوقتي في مكان أحسن، مع الرحمن الرحيم اللي بيحب الطيبين زيك.
وداعًا يا أحمد.. بس هو وداع مؤقت
هتفضل في قلبي وقلوب كل الناس اللى حبتك
هتفضل دايمًا صوت البسطاء.. ووجع المحبين