عاجلمقالات

حسين محمود يكتب: توك توك الرعب تحت الحصار

لم تكن واقعة “شهاب بتاع الجمعية” سوى نقطة في بحر من الجرائم والمخالفات المتصاعدة التي يرتكبها عدد من قائدي مركبات “التوك توك” والدراجات النارية في الشارع المصري، ما دفع وزارة الداخلية إلى إعلان حالة استنفار أمني شاملة، لتنفيذ استراتيجية حاسمة تستهدف إعادة الانضباط للشارع، ووقف نزيف الفوضى المتنقلة.

فيديوهات كشفت المستور

بفضل يقظة الأجهزة الأمنية ورصدها الدقيق، جرى توثيق عدد كبير من الفيديوهات التي تظهر ممارسات صادمة من بعض سائقي “التوك توك”، تتنوع ما بين التحرش والسرقة واستعراض القوة وتعطيل حركة المرور بل وترويع المواطنين في وضح النهار. هذه المقاطع، التي تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي، كانت بمثابة جرس إنذار أعقبه تحرك صارم من وزارة الداخلية.

حملات موسعة.. لا تهاون بعد اليوم

شنّت أجهزة الأمن حملات متواصلة على مدار الأيام الماضية في عدد من المحافظات، خاصة بالمناطق الشعبية والميادين الرئيسية، لضبط الخارجين عن القانون من قائدي “التوك توك” والدراجات النارية. وتمكنت الحملات من ضبط العشرات من المركبات غير المرخصة، والتحفظ على عدد كبير من الدراجات التي استُخدمت في ارتكاب جرائم أو بدون لوحات معدنية، إضافة إلى القبض على متهمين في قضايا سرقة وتحريض وبلطجة.

الداخلية ترسم ملامح معركة جديدة

التحرك الأمني لم يكن عشوائيًا، بل ضمن استراتيجية أشمل وضعتها وزارة الداخلية بقيادة اللواء محمود توفيق، تستهدف تطويق منابع الفوضى في الشارع، لا سيما المرتبطة بالمركبات الصغيرة التي تُستخدم في الهروب السريع عقب ارتكاب الجرائم. وتهدف الخطة إلى:

فرض الالتزام بالترخيص واللوحات المعدنية.

إجراء حملات مرورية مستمرة بالاشتراك مع إدارات البحث الجنائي.

استهداف مراكز تجمع “التوك توك” المشبوهة ومناطق الإيواء غير الرسمية.

تنفيذ أحكام قضائية وملاحقة المحكوم عليهم الهاربين ممن يستخدمون تلك المركبات.

ظاهرة تهدد أمن الشارع

لم يعد “التوك توك” وسيلة مواصلات فحسب، بل في كثير من الأحيان تحول إلى مصدر خطر، سواء من خلال القيادة العشوائية أو استخدامه في تنفيذ جرائم النشل والسلب والاغتصاب. ما جعل المواطنين يطلقون نداءات استغاثة لا تتوقف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين الدولة بالتدخل.

شبح الجمعية.. ليس وحيدًا

حادثة “شهاب” الذي أثار الرعب أمام جمعية شهيرة بإحدى المدن، كانت مثالًا على تطور الخطر، حيث أظهر الفيديو تهديدًا صريحًا لأمن المواطنين، واستعراضًا للسطوة والبلطجة. لكن القبض عليه لم يكن نهاية القصة، بل بداية لحملة لا هوادة فيها.

الشارع يتنفس أمانًا.. والردع يتقدم

اليوم، يشعر المواطن بتحرك الدولة الحقيقي. انتفاضة الداخلية أعادت الأمل بعودة الهدوء والاحترام للقانون. لم يعد هناك تهاون، ولا عذر لأحد، وكل من يتصور أنه فوق القانون – سواء يقود “توك توك” أو يحمل سلاحًا – أصبح الآن في مرمى العدالة.

في النهاية، المشهد يتغير.. الأمن في الشارع يعود خطوة بخطوة.. والحرب مستمرة ضد كل من أراد تحويل الطرق إلى ساحة فوضى. و”شهاب” لم يكن سوى البداية، أما النهاية فسيكتبها القانون..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى