عاجلمنوعات

حسام السندنهوري يكتب:  مطلوب مهرجان مصري للمسرح المصري بجانب المهرجان الدولي

أُسدل الستار منذ أيام على الدورة ال 32 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وبالتحديد في الثامن من هذا الشهر.

وإندهشت وتعجبت كغيري، من الحديث الدائر بين مجموعة من الأساتذة المثقفين، ونقاشاتهم المحتدة على وسائل التواصل الاجتماعي، أثناء وقبل إنعقاد المهرجان، وكان الموضوع المثار حوله النقاش هو تغيير إسم المهرجان، وتعددت الأسباب التي يثيرها كل طرف في أهمية تغيير الأسم.

ولم أقتنع طبعًا بهذا النقاش الذي يعتبر قد أثار نقاشًا لا داعي له، والحمد لله لم أشارك في هذه الحوارات حتى بالتعليق على المنشورات التي تتحدث عن ذلك.

فإنني من المدرسة التي تؤمن بالجوهر وليس بالشكل، فبدلًا من توجيه الجهود من أجل دراسة المهرجان من الناحية العملية والموضوعيه، تم توجيه الجهود الى الشكل والمطالبة بتغيير إسم المهرجان.

فعلى سبيل المثال كان من الأفضل توجيه جهود المناقشة حول أهمية إقامة مهرجان مصري للمسرح التجريبي، وهل هذا يفيد المسرح التجريبي المصري والعربي أم لا.

فأقامة مهرجان مصري للمسرح التجريبي مما لا شك فيه سيزيد من التجارب المسرحية المصرية من حيث الشكل والمضمون بما يسهم في الإرتقاء بالمستوى المصري في المسرح التجريبي على المستوى الدولي.

كما كان من الأفضل مناقشة، هل من الأفضل زيادة مدة المهرجان، لتصل الى أسبوعين مع زيادة الفرق المشاركة، فإنني من المؤيدين لهذا الإقتراح، خاصة إذا ما نظرنا إلى يومي الإفتتاح والختام الذين يخصم يوميهما من عمر المهرجان، ليتبقى فقط 6 أيام من عمر المهرجان، تعرض فيهم العروض المشاركة.

والحقيقة إنني هنا ومن خلال هذا المنبر المتميز، أشيد بالجهود التي بذلها الأستاذ الدكتور/سامح مهران رئيس المهرجان، وهو بالمناسبة كاتب مسرحي من الدرجة الأولى، وكتاباته المسرحيه يمزج فيها ما بين التجريب والواقعية.

فقد إستطاع بفضل جهده المتميز أن يقيم الدورة ال32 من المهرجان، كما تميزت اللجنة الإعلامية بجهود متميزة سواء عبر تطبيق المهرجان او موقعه الإليكتروني، بالإضافة للإصدارات التي تميزت بها الدورة ال32 من عمر المهرجان.

ولمن لا يعرف، فالمهرجان كما جاء في موقعه الإليكتروني ،هو مهرجان دولي تقيمه وزارة الثقافة المصرية، يستقبل المهرجان كل عام العروض المسرحية التجريبية، التي تعتمد على استخدام عناصر العرض المسرحي، ويهدف مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي تقديم أحدث التطورات في المشهد المسرحي الدولي للجمهور المصري والعربي ، بينما يعمل أيضًا كمنصة للإنتاج المسرحي المحلي والإقليمي لصالح المتخصصين والمهرجانات المهتمة في جميع أنحاء العالم.

تأسس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 1988 ، وكان يقام سنويًا في الأيام الأولى من سبتمبر. توقف استمرار المهرجان بسبب ثورة يناير 2011 والتغييرات العديدة التي حدثت في المشهد الفني المصري في السنوات التالية.

 

بعد توقف دام خمس سنوات ، عاد المهرجان في عام 2016 بنسخته الثالثة والعشرين واسم جديد: مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريي حتى عام 2019. خلال هذا ولفترة زمنية ، تراجع المهرجان أيضًا عن طابعه التنافسي وركز على تقديم عدد محدود من المسرحيات المحلية والدولية وفي نسخته السابعة والعشرون (2020) ، أقيم مهرجان في الأيام الأولى من شهر سبتمبر برئاسة علاء عبد العزيز. من بين التغييرات الرئيسية التي أدخلها عبد العزيز ، العودة إلى الطابع التنافسي للحدث وإعادة الاسم الأصلي للحدث: مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.

فالمشكلة يا سادة ليست في الإسم، فالأهم هو الجوهر والمضمون، مع تمنياتنا أن يستمر العطاء لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ونتمنى أن تقيم وزارة الثقافة مهرجان مصري للمسرح التجريبي للعروض المصرية كمهرجان منفصل عن المهرجان الدولي مع الحفاظ على مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى