مقتل سائق “أوبر” خنقًا وإلقاء جثته من أعلى جبل بـ15 مايو.. والمتهم يتنزه بسيارة الضحية في الإسكندرية

في جريمة بشعة هزت أرجاء القاهرة في أيام عيد الفطر المبارك، كشف دفاع سائق أوبر المغدور به “هاني طه” عن تفاصيل مروعة تقشعر لها الأبدان، إذ لم يكن القتل هو الفصل الأخير في هذه المأساة، بل تبعته سلسلة من الأحداث الصادمة التي بدأت بخنق الضحية داخل شقة بالإسكندرية، مرورًا برمي جثته من أعلى جبل في مدينة 15 مايو، وصولًا إلى استغلال سيارته والتجول بها في الإسكندرية وبيع هاتفه.

المحامي كشف النقاب عن انتحال صفة ضابط من قبل أحد الجناة لتسهيل تحركاتهم، بينما التحقيقات تكشف عن اعترافات صادمة ودوافع دنيئة وراء هذه الجريمة المروعة.

وقال سامي: “المتهمين رموه من فوق جبل بمدينة (15 مايو) والطب الشرعي أثبت عدم وجود إصابات ظاهرية على جسده، ولكن هناك آثار خنق برقبته وخدوا العربية يتفسحوا بيها في إسكندرية بعد ما قتلوه وباعوا تليفونه لشاب، والمتهمون أخوات والضحية جارهم في المنطقة، وواحد منهم انتحل صفة ضابط شرطة وكان لابس كاب بوليسي عشان يعدي من الكمين”.

وأمرت جهات التحقيقات، بإخلاء سبيل المتهم الثالث على خلفية شرائه هاتف المجني عليه من المتهمين بواقعة مقتل سائق أوبر حلوان خنقًا داخل شقة بمحافظة الإسكندرية، قبل أن ينقل المتهمان الأول والثاني، جثمانه ويُلقى من أعلى جبل في مدينة 15 مايو بالقاهرة، في جريمة اُرتكبت بدافع سرقة السيارة.

الضحية هو “هاني طه”، 45 عامًا، سائق أوبر من سكان منطقة أطلس بحلوان، خرج في الساعات الأولى من يوم العيد لتوصيل راكب إلى الإسكندرية، لم يكن يعلم أن هذه الرحلة ستكون الأخيرة في حياته، بعدما وقع ضحية مخطط إجرامي قاده شاب عاطل عن العمل.

اعترافات صادمة للمتهمان

بعد ضبطه، اعترف المتهم “أمير” بأنه استدرج السائق إلى شقة سكنية في الإسكندرية، وهناك نفذ جريمته بخنق الضحية بيديه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، مستغلًا إصابته في قدمه اليسرى التي أعجزته عن المقاومة، ثم استعان بشقيقه “كريم” للتخلص من الجثة، حيث وضعاها داخل شنطة السيارة، وتوجها بها إلى منطقة جبلية في مدينة 15 مايو بالقاهرة، وهناك قاما بإلقاء الجثمان من أعلى مرتفع صخري.

لم يتوقف الأمر عند القتل، بل سرق المتهمان السيارة والهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه، وباعا الهاتف لاحقًا لصاحب محل هواتف في منطقة الموسكي، وبتعقب الجهاز، تمكنت أجهزة الأمن من ضبط المشتري الذي ثبتت براءته لاحقًا، حيث قررت النيابة إخلاء سبيله بعد أن ثبت حسن نيته.

قاد المتهمان فرق البحث الذي كان يترأسة اللواء علاء بشندي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة إلى موقع الجثة، حيث تمكنت قوات الحماية المدنية من العثور عليها وانتشالها، قبل أن تُعرض على الطب الشرعي. كما تم استعادة سيارة المجني عليه من منطقة نائية حيث تم إخفاؤها.

النيابة توجه للمتهمين عدة تهم

وجهت النيابة العامة للمتهمين تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، المقترن بالسرقة وإخفاء الجثة، وتواصل التحقيقات في ظل حراسة أمنية مشددة، الجريمة أثارت موجة من الغضب والحزن بين أهالي الضحية وسكان منطقته، خصوصًا أنها وقعت في أيام العيد.

وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية مفاجآت جديدة في قضية مقتل السائق “هاني طه محمد” الذي تم اختطافه وقتله على يد المتهم “أمير.ي” بهدف سرقة سيارته، حيث أظهرت أن المتهم ارتكب 18 مخالفة مرورية أثناء قيادته لسيارة المجني عليه بين مناطق القاهرة والجيزة، بعد ارتكاب جريمة القتل.

وأكدت تحريات الأمن أن المتهم لم يقتصر على قيادة السيارة فقط بعد ارتكاب الجريمة، بل كان يتنقل بها بين عدة مناطق، حيث كان يتنزه بها ويبحث عن شخص يشتريها، وهو ما جعله عرضة للرصد الأمني وعليه، تم رصد حركة السيارة التي ارتكب خلالها المتهم عددًا كبيرًا من المخالفات المرورية، ما جعل تحركاته قابلة للمراقبة.

وتمكن رجال الأمن، بناءً على تلك المخالفات المرورية، من تتبع السيارة وتحديد مكان وجود المتهم بدقة، حيث كانت المخالفات المرورية نقطة انطلاق للشرطة لرصد وتحليل حركة السيارة، ما مكنهم من ضبط المتهم بشكل سريع.

وأشارت التحريات إلى أن المتهم كان يحاول التهرب من أفعاله الإجرامية من خلال التنقل بالسيارة في أماكن متعددة، لكن أجهزة الأمن تمكنت من إغلاق جميع المنافذ أمامه بفضل المتابعة المستمرة. بعد ذلك، تم ضبطه وتحريز السيارة، ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وتم عرض المتهم على النيابة العامة التي باشرت التحقيقات في الواقعة وأمرت بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات.