
سيدي وزير التربية والتعليم،
هل من المعقول أن تُترك مدرسة حكومية داخل القاهرة، في قلب المعادي الجديدة، لتتحول إلى ساحة للاستغلال، ومستنقع للمخالفات الإدارية والتعليمية، دون أدنى رقابة أو تدخل من الوزارة أو مديرية التعليم بالقاهرة؟
إن ما يحدث داخل مدرسة الشهيد طيار وائل أحمد حيدر الرسمية التابعة لإدارة البساتين التعليمية، لا يمكن وصفه إلا بأنه إهدار صارخ للعملية التعليمية، وابتزاز منظم لأولياء الأمور، وتواطؤ مكشوف من الإدارة المدرسية.
■ مدير المدرسة لا يحمل مؤهلاً جامعياً!
من أول المخالفات الصارخة أن مدير المدرسة يدعى سيد (ويُقال إنه حاصل فقط على دبلوم صنايع)! فهل يُعقل أن يدير منشأة تعليمية من المفترض أن تكون صرحًا لبناء العقول، شخص لا يحمل بكالوريوس من الأساس؟
أليست من شروط شغل منصب مدير مدرسة حصول المتقدم على مؤهل تربوي جامعي؟
أين رقابة الإدارة التعليمية؟ أين التفتيش التربوي؟ كيف يوقع على نتائج ويمضي على قرارات وهو لا يملك المؤهل الذي يُخوّله لذلك؟
■ ملف الطالب بـ٤٠٠٠ جنيه.. والابتزاز رسمي!
وفقًا لشكاوى متعددة من أولياء الأمور، تم توثيقها عبر جروبات التواصل الاجتماعي الخاصة بأهالي المدرسة، فإن الإدارة تفرض مبلغًا غير قانوني يُقدَّر بـ٤٠٠٠ جنيه لقبول ملف كل طالب جديد!
لا إيصال، ولا سند قانوني، ولا قرار وزاري.. مجرد استغلال واضح لحاجة أولياء الأمور، وفرض رسوم تحت مسمى “تبرعات إجبارية”.
هل تحولت المدارس الحكومية إلى بيزنس خاص؟
أين الجهات الرقابية من هذه الجريمة الأخلاقية والتربوية؟
■ المذكرات تباع في الفصول.. والمدرسون يتقاضون نسبًا
الوضع داخل الفصول لا يقل كارثية عن الإدارة. أحد أولياء الأمور شكا أن نجله في الصف الثاني الإعدادي، يُجبر على حضور “حصة مراجعة” قيمتها ٨٥ جنيهًا داخل اليوم الدراسي، بالإضافة إلى ملزمة بـ٢٥ جنيهًا.
وعندما توجه الأب بشكوى مباشرة إلى المدير، رفض الأخير اتخاذ أي إجراء ضد المدرس، بزعم أنه “بياخد نسبة من المدرس” على كل طالب مشترك!
أي عبث هذا؟
هل تحولت المدرسة إلى سوق نخاسة تعليمية؟ أين قدسية الفصل؟ أين مجانية التعليم التي ينص عليها الدستور؟
■ نجاح على الورق.. بلا علم ولا فهم
الشكاوى تكشف أن نسبة كبيرة من الطلبة ينجحون بأقلام المدرسين أنفسهم، دون تقييم حقيقي، أو امتحانات جادة. مجرد إمضاءات وهمية على كشوف النجاح، لضمان استمرار المبيعات والمذكرات والدروس.
أي تربية هذه؟
أي تعليم هذا؟
هل نربي جيلاً قادرًا على خدمة وطنه، أم ندفعه قسرًا نحو الفشل والجهل والضياع؟
■ نطالب بالتحقيق الفوري
سيدي الوزير،
هذه ليست مجرد مدرسة صغيرة، بل نموذج صارخ لانهيار المنظومة التعليمية في بعض المدارس الحكومية، بسبب غياب الرقابة، وتفشي المحسوبية، والسكوت عن التجاوزات.
نطالب سيادتكم بـ:
- فتح تحقيق عاجل من الوزارة حول المؤهل الحقيقي لمدير المدرسة.
- التحقيق مع إدارة المدرسة في وقائع فرض التبرعات غير القانونية.
- محاسبة المدرسين الذين يبيعون المذكرات داخل اليوم الدراسي.
- إرسال لجنة سرية من التوجيه المالي والإداري والتفتيش التربوي للتحقيق في هذه الوقائع.
- توفير وسيلة رسمية تُمكن أولياء الأمور من تقديم شكاوى موثقة دون خوف أو تهديد.
نحن أمام جيل يُذبح داخل فصول تعليمية تحولت إلى متاجر، والضمير غائب، والمستقبل يُباع بالتقسيط.
- العنوان:
مدرسة الشهيد طيار وائل أحمد حيدر
270 شارع المعادي الجديدة – إدارة البساتين التعليمية – محافظة القاهرة