أخبارعاجل

بعد الحصول على «المستوى الذهبي».. مصر تُضيء الطريق للعالم لمكافحة فيروس «سي»

كتبت- وفاء السيد

في مشهد احتفالي عالمي احتضنه قصر محمد علي باشا يوم 27 يوليو 2025، نظّمت وزارة الصحة والسكان المصرية، بالتعاون مع شركة «روش» العالمية، فعالية موسعة بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد، تحت شعار: “نقل تجربة مصر في مكافحة التهاب الكبد الفيروسي إلى دول العالم: الدروس المستفادة، الاستراتيجيات، والتأثير العالمي”.

 

الفعالية عكست التزام الدولة المصرية بمشاركة ما حققته من نجاحات استثنائية على المستوى الصحي، خاصة بعد أن أصبحت أول دولة على مستوى العالم تحصل على الاعتماد الذهبي من منظمة الصحة العالمية في القضاء على فيروس «سي»، وفقًا لتقرير المنظمة الصادر في يونيو 2023.

 

منصة عالمية لتبادل الخبرات

وشهد الحدث مشاركة رفيعة المستوى من قادة الصحة على المستويين المحلي والدولي، بمن فيهم مسؤولون من منظمة الصحة العالمية، والوكالة الدولية لبحوث السرطان، إلى جانب قيادات مصرية بارزة من الهيئات الصحية وصناعة الدواء.

 

استعرضت الفعالية تجربة مصر الرائدة في مجالات التشخيص المبكر، التوسع في العلاج المجاني، وتكامل السياسات الصحية، مع التأكيد على أهمية التعاون الدولي بين الحكومات والقطاع الخاص لتسريع وتيرة القضاء على الفيروسات الكبدية حول العالم.

 

من الوباء إلى الريادة

في كلمته، قال الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان:”لم تكن هناك أسرة في مصر لم تتأثر بفيروس سي، لكننا اخترنا المواجهة واليوم، مصر تحصد ثمار هذا الإصرار الوطني، وننقل تجربتنا للعالم كنموذج يُحتذى به”.

 

وأكد أن مصر أنشأت واحدة من أكبر شبكات التشخيص والعلاج في العالم، وقدمت الأدوية مجانًا، وساهمت في خفض معدلات الوفاة، مشيرًا إلى أن النجاح لم يكن محليًا فقط، بل أصبح قصة دولية ملهمة.

 

أرقام تتحدث عن إنجاز

من جانبه، كشف الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة لشؤون المبادرات، عن أن مصر عالجت 36% من إجمالي المرضى المؤهلين للعلاج عالميًا بحلول عام 2020، وتوقع أن تمنع نحو 250 ألف إصابة جديدة بحلول عام 2030.

 

وأشار إلى أن البرنامج أسفر عن توفير ما يقرب من 7 مليارات دولار من التكاليف الصحية، وحقق عائدًا استثماريًا يزيد على 11 دولارًا مقابل كل دولار تم إنفاقه خلال عشر سنوات.

 

كما بيّن أن التجربة المصرية امتدت لدعم 11 دولة إفريقية وآسيوية، وبناء قدرات العاملين في أكثر من 40 دولة بالشراكة مع منظمات دولية، مما يجعلها تجربة عابرة للحدود.

 

شراكة استراتيجية نحو التوطين

وتناولت الفعالية مشروع توطين إنتاج أدوية سرطان الكبد من خلال الشراكة بين مدينة الدواء “جيبتو فارما” وشركة “روش”، والذي يهدف لتوفير أدوية مبتكرة بأعلى المعايير العالمية داخل السوق المحلي، وهو ما يعزز الاكتفاء الذاتي ويخلق فرص عمل جديدة، ويُعد خطوة استراتيجية نحو تعزيز الأمن الدوائي الوطني.

 

السفير السويسري بالقاهرة، الدكتور أندرياس باوم، أشاد بتجربة مصر، مؤكدًا أن “رحلتها الملهمة في مكافحة التهاب الكبد تلهم دول العالم”، وأن التعاون بين روش ومدينة الدواء يُعد نموذجًا مثاليًا للتكامل بين التكنولوجيا السويسرية والطموح المصري.

 

وأكد الدكتور زياد الأحول، مسؤول السياسات الصحية في روش، التزام الشركة بدعم النظام الصحي المصري لأكثر من 40 عامًا، والمساهمة في بناء قدرات الكوادر الطبية وتحسين جودة الرعاية الصحية من خلال التصنيع المحلي المتطور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى