
في حين يُعد تناول سعرات حرارية أكثر من المعتاد أو تقليل النشاط البدني سببين بديهيين لزيادة الوزن، إلا أن الكثيرين قد يلاحظون ارتفاع مؤشر الميزان حتى مع الحفاظ على روتينهم اليومي.
وتوجد مجموعة من العوامل الخفية التي قد تُسهم في زيادة الوزن، وفق موقع “WebMD” الطبي، بدءًا من عادات النوم وصولًا إلى الحالات الصحية والأدوية.
قلة النوم
تُشير الدراسات إلى وجود علاقة وثيقة بين قلة النوم وزيادة الوزن من خلال آليتين رئيسيتين.
أولًا، تؤدي السهرات المتأخرة إلى زيادة فرص تناول الوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل، مما يعني استهلاك سعرات حرارية إضافية.
ثانيًا، يتسبب الحرمان من النوم في اضطرابات هرمونية، حيث تزداد مستويات الهرمونات المسؤولة عن الجوع والشهية، بينما يقل الشعور بالشبع بعد تناول الطعام، مما يُفضي إلى الإفراط في الأكل.
التوتر
عندما تزداد ضغوط الحياة، يُطلق الجسم هرمون الكورتيزول، المعروف باسم “هرمون التوتر”، والذي يُحفّز الشهية. لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فغالبًا ما يلجأ الأشخاص في أوقات التوتر إلى تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية كنوع من “الراحة النفسية”. هذا المزيج من زيادة الشهية واستهلاك الأطعمة عالية الطاقة يُشكّل بيئة مثالية لزيادة الوزن.
الأدوية
تُعدّ بعض الأدوية سببًا مباشرًا لزيادة الوزن، وتشمل:
مضادات الاكتئاب: تُسهم بعض أنواع مضادات الاكتئاب في زيادة الوزن كأثر جانبي. ويُنصح بمراجعة الطبيب لمناقشة تعديل خطة العلاج في حال الشك في ذلك، مع التأكيد على عدم التوقف عن تناول الدواء دون استشارة طبية. ومن الجدير بالذكر أن تحسّن الحالة النفسية بعد بدء العلاج قد يؤدي إلى تحسن الشهية وبالتالي زيادة الوزن، كما أن الاكتئاب نفسه قد يُسبب تغيرات في الوزن.
الستيرويدات: تُعرف الأدوية الستيرويدية المضادة للالتهابات بتسببها في زيادة الوزن، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى احتباس السوائل وزيادة الشهية. قد يلاحظ بعض المرضى أيضًا تغيرًا مؤقتًا في أماكن تخزين الدهون، لتتركز في مناطق مثل الوجه، البطن، أو مؤخرة الرقبة.
يجب عدم التوقف عن تناول الستيرويدات فجأة إذا تجاوزت مدة العلاج أسبوعًا، نظرًا للمخاطر الصحية المحتملة.
أدوية أخرى: ترتبط العديد من الأدوية الموصوفة الأخرى بزيادة الوزن، بما في ذلك مضادات الذهان (المستخدمة لعلاج الفصام والاضطراب ثنائي القطب)، بالإضافة إلى أدوية علاج الصداع النصفي، النوبات، ارتفاع ضغط الدم، والسكري
حبوب منع الحمل
على عكس الاعتقاد الشائع، لم تُثبت الدراسات أن حبوب منع الحمل المركبة (التي تحتوي على الإستروجين والبروجستين) تُسبب زيادة دائمة في الوزن.
قد تُعاني بعض النساء من زيادة وزن مؤقتة مرتبطة باحتباس السوائل، ولكن هذا الأثر عادة ما يكون قصير الأمد. يُمكن استشارة الطبيب في حال استمرار القلق بشأن زيادة الوزن المحتملة.
حالات صحية تُؤثر على الوزن
تُسهم بعض الحالات الصحية في زيادة الوزن بشكل مباشر أو غير مباشر:
قصور الغدة الدرقية: تُعدّ الغدة الدرقية، الموجودة في مقدمة الرقبة، مسؤولة عن إفراز هرمون الغدة الدرقية الذي ينظم عملية الأيض. في حال قصورها وعدم إنتاج كمية كافية من هذا الهرمون، يتباطأ الأيض، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب، الضعف، البرودة، وزيادة الوزن. حتى قصور الغدة الدرقية البسيط قد يُسبب زيادة الوزن، وقد يُسهم العلاج الدوائي في عكس بعض هذه الآثار.
انقطاع الطمث: تُسجل معظم النساء زيادة في الوزن خلال فترة انقطاع الطمث، ويعود ذلك إلى انخفاض مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون، وتباطؤ الأيض، وانخفاض كتلة العضلات. كما تُسهم العوامل الوراثية، قلة النوم، ونمط الحياة الأقل نشاطًا في زيادة الوزن، مع تركز الدهون حول الخصر بدلًا من الوركين والفخذين.
متلازمة كوشينغ: تتميز هذه الحالة بزيادة مفرطة في هرمون الكورتيزول في الجسم، مما يُسبب زيادة الوزن واضطرابات أخرى. قد تنجم متلازمة كوشينغ عن تناول الستيرويدات لعلاج أمراض مثل الربو أو التهاب المفاصل، أو عن إفراط الغدد الكظرية في إنتاج الكورتيزول، أو قد تكون مرتبطة بورم. غالبًا ما تظهر زيادة الوزن بشكل واضح في الوجه، الرقبة، أعلى الظهر، أو الخصر.
متلازمة تكيس المبايض (PCOS): تُعدّ هذه المتلازمة مشكلة هرمونية شائعة بين النساء في سن الإنجاب، وتتميز بوجود أكياس صغيرة على المبيضين. تُؤدي الاختلالات الهرمونية المصاحبة إلى اضطرابات في الدورة الشهرية، وزيادة شعر الجسم، وحب الشباب. كما تُعاني النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من مقاومة الأنسولين، مما قد يُسبب زيادة الوزن، والتي عادة ما تتجمع حول منطقة البطن، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
الإقلاع عن التدخين
يُعدّ الإقلاع عن التدخين أحد أفضل القرارات الصحية، ورغم أنه قد يتسبب في زيادة طفيفة في الوزن، إلا أن هذه الزيادة غالبًا ما تكون أقل مما يُعتقد. في المتوسط، يكتسب الأشخاص الذين يُقلعون عن التدخين أقل من 10 كيلوغرامات. ويُتوقع أن يختفي الشعور بالجوع الزائد بعد عدة أسابيع، مما يُسهّل فقدان أي وزن مكتسب.
نصائح مهمة عند ملاحظة زيادة غير مبررة في الوزن
لا تتوقف عن تناول الأدوية دون استشارة طبية: لا تُتخذ قرارات التوقف عن الأدوية أو تغييرها بشكل فردي، نظرًا لأهميتها الصحية المحتملة. قد يُساعد الطبيب في تحديد السبب الحقيقي لزيادة الوزن.
تجنّب المقارنات: تختلف الاستجابة للأدوية من شخص لآخر، وقد لا تُسبب نفس الآثار الجانبية للجميع.
تمييز احتباس السوائل: إذا كانت زيادة الوزن ناجمة عن احتباس السوائل، فهي ليست زيادة دائمة في الدهون. قد يزول الانتفاخ بمجرد الانتهاء من العلاج أو السيطرة على الحالة. يُنصح باتباع نظام غذائي قليل الصوديوم في هذه الأثناء.
استكشاف البدائل الدوائية: يُمكن استشارة الطبيب بشأن إمكانية تغيير الدواء إلى بديل لا يُسبب نفس الآثار الجانبية.
فهم تأثير الأيض: في حال كانت زيادة الوزن ناتجة عن تباطؤ في عملية الأيض (بسبب حالة طبية أو دواء)، يُنصح بتخصيص وقت للمشاركة في أنشطة تُعزز من عملية الأيض.