
رغم ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، إلا أن نزلات البرد لم تغب، وظهرت بشكل ملحوظ بين الأطفال، خاصة الرضع حديثي الولادة، هذه الفئة العمرية تحديدًا تثير قلق الأطباء، نظرًا لحساسية جهازهم التنفسي.
ويؤكد د. محمود كامل، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، أن الأطفال الرضع معرضون بشكل أكبر للإصابة بنزلات شعبية أو التهابات رئوية بسبب ضيق الشعب الهوائية وصغر حجم الرئة لديهم، ما يجعل أي دور برد بسيط، خطرًا قد يهدد حياتهم.
ويشير إلى أن أحد أكثر الأسباب شيوعًا لانتقال الفيروسات للرضع هو تقبيل الطفل من فمه، وهي عادة شائعة لكنها في غاية الخطورة، حيث تنقل العدوى مباشرة إلى الجهاز التنفسي الهش للرضيع. ولذلك فإن الوقاية تبدأ من الوعي.
عندما يصاب الرضيع بدور برد، فإن أول ما ينبغي على الأم فعله هو تنظيف أنف الطفل جيدًا، باستخدام قطرات من محلول الملح أو بخاخات مياه البحر المصممة للأطفال، هذا يساعد على فتح مجرى التنفس وتخفيف الاحتقان.
بعد ذلك، يفضل شفط الإفرازات المتراكمة في الأنف باستخدام أدوات مخصصة متوفرة في الصيدليات، وهي وسيلة فعالة لتقليل الأعراض وتحسين قدرة الطفل على الرضاعة والتنفس.
أما في ما يخص الكحة، فيمكن استخدام أدوية عشبية آمنة للأطفال الرضع، تحتوي على خلاصات طبيعية مهدئة وهي مستحضرات يسمح بها من عمر شهر تحت إشراف طبي.
أما الأطفال الأكبر من عامين، فتكون خطة العلاج مختلفة بعض الشيء، إذ يمكن استخدام نقط للأنف لمدة لا تتجاوز خمسة أيام، إلى جانب أدوية للكحة مثل شراب الجوافة، كما يمكن استخدام اللبوس لعلاج الكحة، وهو يعطي نتائج جيدة خاصة عند استخدامه في المراحل المبكرة من المرض.
ورغم أن أغلب حالات البرد يمكن التعامل معها في المنزل، إلا أن هناك علامات تحذيرية تستدعي التوجه للطبيب فورًا، مثل الكحة الشديدة المستمرة، أو ارتفاع شديد في درجة الحرارة، أو إذا بدا الطفل خاملًا ورافضًا للرضاعة.
ومن أخطر العلامات أيضًا ظهور صوت “تزييق” أو خروشة في الصدر، أو صعوبة ملحوظة في التنفس، مثل الزرقة أو حركات غير طبيعية للصدر أثناء الشهيق والزفير.
يشدد د. محمود على أهمية الوقاية، خاصة خلال هذه الفترات التي تنتشر فيها نزلات البرد على غير المتوقع، فمثلًا يجب على الأمهات ارتداء الكمامة عند إصابتهن بالبرد أثناء إرضاع أطفالهن، كما يجب تخصيص أدوات شخصية لكل طفل مريض، كالكوب والمناشف، وعدم تعريض الأطفال لتيارات هواء مباشرة، سواء من المروحة أو التكييف.
ويفضل ضبط التكييف على درجة حرارة تتراوح بين 24 و26 درجة، وإغلاقه نصف ساعة قبل خروج الطفل من الغرفة.
وفي النهاية، تبقى المناعة القوية هي خط الدفاع الأول، والتي يمكن دعمها بالتغذية السليمة، والنوم الكافي، والابتعاد عن ملوثات الهواء مثل دخان السجائر، للحفاظ على صحة الأطفال وتجنب المضاعفات التي قد تترتب على نزلات البرد.