
تواجه الفنانة بدرية طلبة واحدة من أصعب محطاتها مؤخرًا، بعد أن قررت نيابة الشئون المالية وغسيل الأموال إحالتها إلى المحاكمة، بتهمة إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك على خلفية بلاغات تتهمها بنشر مقاطع تحتوي على إيحاءات مسيئة وخادشة للحياء العام، رغم مشوارها الطويل والمليء بالمحطات الكوميدية البارزة.
وقد حُددت جلسة 26 سبتمبر المقبل لنظر أولى جلسات محاكمتها، في ضوء مواد قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، بعدما اعتبر مقدمو البلاغ أن ما تنشره يمثل “انتهاكًا لقيم الأسرة المصرية وتشويهًا لصورة المرأة”.
كواليس المشوار الفني: من مسرح الأقاليم إلى شهرة “حسين على الهواء”
وسط هذه العاصفة القانونية، أعادت بدرية طلبة خلال ندوة عقدتها التذكير ببداياتها الفنية، التي انطلقت من مسرح قصر الثقافة بالإسكندرية، حيث بدأت التمثيل وهي في المرحلة الابتدائية، ثم شاركت في عروض مسرحية خارج محافظتها منذ المرحلة الإعدادية، وذلك لمساندة أسرتها ماليًا بعد مرض والدها.
كشفت بدرية أنها حصلت على دبلوم المعلمين وعملت briefly كمدرسة، لكنها سرعان ما عادت إلى شغفها الأول: المسرح والتوجيه المسرحي، حتى جاءت نقطة التحول الأبرز في حياتها المهنية من خلال مشاركتها في برنامج “حسين على الهواء” عام 2002، الذي اعتبرته البداية الحقيقية لمعرفتها الجماهيرية.
كما تحدثت عن أول أجر احترافي حصلت عليه في المجال، وكان ألف جنيه شهريًا من المنتج والممثل الراحل أحمد الأبيري، وهو ما شكّل بالنسبة لها نقلة كبيرة على مستوى المهني والمعيشي.
فنانة شعبية أم قضية جدلية؟
معروف عن بدرية طلبة حضورها القوي في أعمال الكوميديا الاجتماعية، ومشاركاتها مع نخبة من كبار نجوم الشاشة، إلى جانب عملها كمدربة ومخرجة مسرحية على مدار سنوات. لكن رغم حب الجمهور لها، تجد نفسها الآن في مواجهة قانونية معقدة قد تؤثر على مسيرتها الفنية.
وتنتظر الأوساط الفنية والجماهيرية نتائج التحقيقات والمحاكمة، في ظل تساؤلات حول حدود حرية التعبير عبر وسائل التواصل للفنانين، خاصة في عصر باتت فيه السوشيال ميديا ساحة رئيسية لتقديم المحتوى الفني والترفيهي، ولكنها أيضًا ساحة للمساءلة.