
الجدري المائي، لا تزال حالة القلق تنتاب أولياء الأمور، بعد ظهور عدد من المنشورات، عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بأولياء الأمور، تزعم وجود حالات متزايدة من عدوى الجدري المائي منتشرة بين طلاب المدارس، محذرة من ذهاب الطلاب إلى المدارس، وطالبتهم بعدم الذهاب منعًا لتفشي العدوى.
انتشار الجدري المائي في المدارس والصحة حالات فردية
وبرغم نفي وزارة الصحة والسكان وجود أي حالات تفشي لجدري المائي بين طلاب المدارس، حسبما ذكر الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، مؤكدًا أن هناك كتيب يتم توزيعه على المدارس سنويًا، للتعامل مع الأمراض المعدية في حال وجودها.
وأشار الدكتور حسام عبد الغفار إلى أن ما يحدث حاليًا مجرد حالات فردية، وتم التعامل معها طبيًا، وطمأنته لأولياء الأمور قائلًا “لا حاجة للفزع”، وذلك بعد أن شهدت إدارة العمرانية بالجيزة ظهور أولى حالات الجدري المائي، وتحديدًا في مدرسة مصطفى كامل الرسمية المتميزة لغات، حيث تلقت وزارة التربية والتعليم بلاغًا بوجود حالات للجدري المائي، وتم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة حيال ذلك، لكن القلق لا يزال يسيطر على أولياء الأمور.
وأثارت مزاعم انتشار الجدري المائي في المدارس، وخاصة في الجيزة، حالة من القلق والخوف، الأمر الذي دفع الأطباء للكشف عن الدور المنتشر حاليًا بين أطفال المدارس، وكيفية الوقاية منه، وخاصة أن البعض يرجح أنه إصابة أخرى وليس فيروس الجدري المائي.
تحذير من الدور المنتشر بين الأطفال
وقال الباحث بكلية الطب جامعة نيويورك، الدكتور وليد شوقي: “الدور المنتشر حاليًا وتحذيرات هامه.. هذا ليس هربس هذه متلازمة اليد والقدم والفم mouth, foot and hand disease، والسبب هو فيروس اسمه انتيروفيروس شديد جدًا فى الانتشار.”
وعن أعراض الفيروس قال الدكتور وليد شوقي “الأعراض سخونية وعلاجها خافض للحرارة، لا تستخدموا مادة الأسبرين الموجوده فى الـ ريفو، لأنه يسبب الوفاة مع هذه الحالات، لأنه يؤدي لمتلازمة rey، وخوافض الحرارة المسموحة هى بارسيتامول (سيتال أو تيلينول أو إبيمول أو بروفين) وهكذا والأفضل، لا تعطى مضاد حيوي، والعلاج فقط علاج أعراض والطفل بيخف خلال 5 إلى 7 أيام.”
ممنوع إعطاء الأسبرين للطفل يسبب الوفاة
وعن الجديري المائي قالت الدكتورة آية سيد البلاصي، استشاري ومدرس طب الأطفال وحديثي الولادة بعين شمس: “الجدرى المائي منتشر هذه الأيام، والجدرى المائي هو عدوى فيروسية شديدة، تسبب طفح جلدي حاك مع حبوب مملوءة بسائل، وغالبًا يحدث للأطفال.”
وعن أعراض الجدري المائي قالت الدكتورة آية سيد “الأعراض: (حرارة عالية، إرهاق وتعب، صداع وآلام في الجسم، فقدان الشهية، طفح جلدي يبدأ كبقع حمراء ويتحول لحبوب مائية وبعدها تقشر”
أما العلاج، فأكدت الدكتورة آية البلاصي أنه يتمثل في “الراحة وشرب السوائل حمامات بماء فاتر وشوفان لتهدئة الحكة، كمادات باردة لو فيه حرارة، واستشارة الطبيب في حالة المضاعفات، ممنوع تمامًا إعطاء الأسبرين لطفلك! لأن الأسبرين مع الجدري المائي ممكن يسبب متلازمة راي (Reye’s syndrome)، وهي حالة خطيرة جدًا تؤثر على الكبد والمخ، وفي حالة وجود حرارة عند الطفل يُستخدم الباراسيتامول (مثل البنادول) بعد استشارة الطبيب.”
وأوضحت الدكتورة آية سيد أن “الوقاية في التطعيم، هو الحل الأمثل! تطعيم الجدري المائي يحمي الطفل بنسبة كبيرة، وغسيل الأيدي باستمرار، مع تجنب الاحتكاك بالمصابين، وتعقيم الأدوات واللعب، وإذا ظهرت أعراض على الطفل يتم عزله فورًا، والمتابعة مع الطبيب، الوقاية خير من العلاج”
أما الدكتور محمود عبدالفتاح، طب الأطفال وحديثي الولادة بالمنصورة، فقال: “للوقاية من الهيربس والجدري المائي يجب أن تتبع الخطوات التالية: الحفاظ على النظافة الشخصية، غسل اليدين بانتظام وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناشف، مع تجنب الاتصال بالمصابين، وتجنب الاختلاط بالأشخاص المصابين بالجدري المائي، خاصة خلال فترة العدوى.”
وأكد الدكتور محمد عبد الفتاح على “تعقيم الأدوات الشخصية والأماكن التي يستخدمها المصاب، يمكن أن يساعد في منع انتشار الفيروس، مع تقوية جهاز المناعة، والحفاظ على صحة جيدة من خلال تناول غذاء متوازن، وممارسة الرياضة، والحصول على نوم كافٍ يمكن أن يساعد في الوقاية من العدوى.”
وأوضح الدكتور محمد عبد الفتاح أن “الحصول على لقاح الجدري المائي هو أفضل وسيلة للوقاية، ويُعطى للأطفال جرعتين من اللقاح، الأولى في عمر عام والثانية في عمر 4-6 سنوات”
ممنوع الهرش لمنع حدوث ندبات
وقال الدكتور محمد عبد الحميد فضل، استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية: “الجدري المائي مرض شائع بين الأطفال، وممكن يسبب مضاعفات لو لم نهتم به بشكل صحيح، بيخف لوحده خلال 7-10 أيام، لكن ممنوع الهرش حتى لا تحدث ندبات، والعلاج عرضي (مضاد حساسية+ ملطف جلد+ خافض حرارة). الاستحمام مسموح لكن بدون فرك.”
وأكد الدكتور محمد فضل على أهمية “مضاد الفيروسات خلال أول يومين، والكريمات الموضعية ليس لها دور فعال، وأن العدوى تنتقل قبل ظهور الطفح بيوم، وتستمر 6 أيام بعد تحوله لقشرة، حيث يجب عزل الطفل عن كبار السن، والحوامل، وأصحاب المناعة الضعيفة.”
وأوضح الدكتور محمد فضل أهمية “التطعيم مفيد، لكنه لا يمنع العدوى 100%، ويقلل شدتها بشكل كبير، وحالات الخطر التي تستدعي المستشفى فورًا، إذا تناول الطفل أسبرين، وإذا ظهرت كحة شديدة، وضيق تنفس، تشنجات، أو اضطراب في الوعي، والحوامل المعرضات للعدوى لابد من استشارى الطبيب فورًا لتحديد العلاج المناسب.”
أما الدكتور عبد المحسن سيف الدين، طبيب أطفال، فقال: “في الوقت الحالى حرارة أربعين، وتنخفض بصعوبة بالخافض وتعلى تاني بسرعة، هناك أمراض كثيرة تسبب حرارة عالية، وللتفريق بينهم لابد من الكشف علي الطفل ومتابعة المستجدات مع الطبيب”.
المضادات الحيوية ممنوعة وحقن الفولتارين تسبب فشل كلوي
وأكد الدكتور عبد المحسن سيف الدين أن “نزلات معوية أغلبها فيروسي، وحمي وردية، وهيربس، ومرض الفم واليد والقدمين، والجدري المائي، والتهاب صديدي علي اللوز، والتهاب الاذن الوسطي، التهابات جيوب انفيه، نزلات شعبية”.
وطالب الدكتور عبد المحسن سيف الدين بـ”عدم إعطاء الطفل مضاد حيوي، الذهاب للطيبب، والعلاج حسب التشخيص، وإعطاء خافض للحرارة وكمادات، حتي يتم الكشف عند الطبيب، الطفل مش هيموت من الحرارة بس ممكن يموت من حقنه غلط، يأخدها تعمله فشل كلوي مثل حقن (الفولتارين والديكلوفين) أو صدمة تحسسية (مثل أغلب حقن المضاد الحيوي خاصة السيفترياكسون).
وقال عبد المحسن سيف “إذا ظهر جديد في الحالة بعد الكشف ارجع للطبيب لمناظرة الحالة، لأن الأمراض تتطور وكل يوم ممكن تظهر أعراض جديدة تغير في التشخيص”.