
في السنوات الأخيرة، تغير شكل الدراما التلفزيونية العربية بشكل ملحوظ، وتراجعت هيمنة المسلسلات الطويلة لصالح “الميني دراما” أو الأعمال القصيرة، التي لا تتجاوز 10 إلى 15 حلقة هذا التحول لم يكن عشوائيًا، بل جاء مدفوعًا بتغير في ذوق المشاهد، وضغوط المنصات الرقمية، ورغبة صناع المحتوى في تقديم أعمال مركزة وأكثر جودة.
جمهور سريع الإيقاع.. ومحتوى مضغوط
مع هيمنة المنصات الرقمية وتغير نمط المشاهدة، أصبح الجمهور يفضل الأعمال المكثفة والإيقاع السريع لم يعد المشاهد مستعدًا لقضاء شهر كامل أمام عمل درامي يحمل مشاهد مطولة مقابل ان المسلسلات القصيرة باتت تقدم الحكاية كاملة دون مط أو ملل.
نماذج ناجحة تثبت تفوق المسلسلات القصيرة
من “سوتس بالعربي” إلى “بطلوع الروح” و”ريفو” و”سفاح الجيزة”، أثبتت التجربة أن القصة القصيرة قد تكون أكثر تأثيرًا وقد وجد النجوم والمنتجون في هذه الصيغة متنفسًا لتقديم أعمال مركزة ذات جودة عالية.
المنصات كلمة السر
تلعب المنصات مثل “شاهد” و”Netflix” و”Watch It” دورًا كبيرًا في فرض شكل الإنتاج الجديد، إذ يتطلب نظام البث الرقمي محتوى متجددًا ومضغوطًا، يناسب الاستهلاك السريع والمشاهدة المتواصلة.
لكن.. هل تنتهي دراما رمضان؟
رغم هذا التحول، لا تزال دراما رمضان تحتفظ بجاذبيتها وقاعدتها الجماهيرية، خاصة في مصر والدول العربية إلا أن صناع الدراما باتوا أكثر وعيًا بأن التنوع هو الحصان الرابح، والمسلسلات القصيرة أصبحت لاعبًا أساسيًا لا يمكن تجاهله.
مسلسلات قصيرة… لكنها مؤثرة
شهدت الساحة الفنية مجموعة من المسلسلات القصيرة التي حققت نجاحًا لافتًا، منها:
– “سفاح الجيزة” (8 حلقات): بطولة أحمد فهمي، وحقق نسب مشاهدة مرتفعة جدًا على منصة “شاهد”.
– “ريفو” بجزأيه (10 حلقات): بطولة أمير عيد وركين سعد، ولاقى نجاحًا واسعًا بين الشباب.
– “موضوع عائلي” بجزأيه (10 حلقات): بطولة ماجد الكدواني، وقدم مزيجًا من الدراما والكوميديا بطريقة إنسانية مميزة.
– “بطلوع الروح” (15 حلقة): بطولة منة شلبي، وتناول الإرهاب من منظور إنساني، وشارك في موسم رمضان.
– “إلا أنا”: سلسلة حكايات مختلفة، كل حكاية لا تتجاوز 10 حلقات، وقدّمت قصصًا تمس واقع المرأة المصرية.
– “ليه لأ؟” بجزأيه: بطولة أمينة خليل ومنة شلبي، عالج قضايا اجتماعية بشكل عصري.
الدراما لم تفقد تنوعها، لكنها تطورت مع الزمن المسلسل القصير أصبح صيغة محببة، خصوصًا لجمهور المنصات، بينما المسلسلات الطويلة لا تزال تحكم رمضان وبين هذا وذاك، المستفيد الأول هو الجمهور الباحث عن دراما حقيقية بصرف النظر عن عدد الحلقات.