عاجلمنوعات

الكرنك.. حواوشي الرفاعي.. وبجة: ثلاثي الطعم اللي ما يتكررش

تحقيق الحقيقة نيوز

في قلب القاهرة، بين عبق الماضي وروح الشارع، تشكل ثلاث علامات تجارية أيقونة من أيقونات المطبخ الشعبي المصري:

“الكرنك – حواوشي الرفاعي – بجة” كل اسم فيهم مش مجرد مطعم.. ده حكاية، ووراه ناس تعبوا، اجتهدوا، وقدموا للناس “طعم مش مجرد أكل”.

ثلاث حروف من ذهب في سجل الطعم المصري الأصيل، والمثير فيهم إنهم بدأوا من تحت.. من الحارة والرصيف والصاج والنار، لكن بفضل النفس والطعم، وصلوا فوق.. فوق قلوب الزباين، وفوق خريطة المطاعم اللي الناس بتيجي لها من آخر الدنيا.

 

الرفاعي.. برنس الحواوشي من عابدين لحد المهندسين

مين في القاهرة ما سمعش عن “الرفاعي”؟

اللي كان مجرد فتحة صغيرة في جدار حي عتيق، بقى دلوقتي سلسلة بـ 11 فرع في أماكن من أرقى مناطق العاصمة.

الناس بتقف طوابير مش بس عشان الأكل، لكن عشان تجربة كاملة.. الريحة، التتبيلة، النار، والخبز البلدي اللي بيخرج مولع ولسه بيزيّت من الطاسة.

“حواوشي الرفاعي” مش مجرد حواوشي، دي حالة.

اللحمة بتتحط بإيد، وتتبل بمزاج، وتتشوي على نار مشتعلة كأنها حفلة شواء في صحراء، والنتيجة؟

قرمشة من برا، وعصارة من جوه، وريحة تخليك تاكل بنهم كأنها أول مرة تجرب.

الرفاعي ما حاولش يجري ورا ترند، ولا يركب موضة المطاعم الأمريكاني.. هو قرر يثبت إن الحواوشي ممكن يبقى “براند” وينافس أي أكل في الدنيا لو اتعمل صح.

 

بجة.. صنايعي الإكسسوارات اللي حوّل الفشة لماركة مسجلة

في شارع متفرع من ساحة قصر عابدين، بتبدأ الرحلة من “ريحة” مش ممكن تغلطها، ريحة الفشة على النار، الكرشة وهي بتتحمر، الممبار وهو بيترص في الطاسة، ريحة تسابق خطواتك وتجرك للمكان، كأنك داخل على عزومة بلدي في بيت جدك.

“بجة” ما بدأش مطعم، بدأ بصينية خشب كان بيشيلها جده، يلف بيها وسط السريحة ويوزع “أكلة الغلابة” على المحلات والعمال.

لكن بهجت بجة – حفيد السريحة – قرر يخلي من المهنة دي اسم، ومن الاسم ده “أسطورة” جوه مطعمه، في قلب عابدين، لسه محافظ على تفاصيل الزمن الجميل:

طرشي معمول بإيد الصنايعي .. سلطات بلدية بمزاج والطلب بيطلع من النار على الصينية، ومن الصينية على ترابيزة الزبون، سخن مولع، والدخان بيطلع من اللحمة ويملأ المكان برائحة لا تُقاوم.

بس الجميل مش بس في الطعم.. الجميل في حكاياته عن أسماء الأكلات زمان:

المخ = فكري

اللسان = أفوكادو

الفشة = فردة الروايا

الجبهة = خد الجميل

الممبار = أبوي

واللي قاله بهجت بجة: زمان الناس كانت بتطلب بالأسماء دي، كان للأكلة طابع وأصل.. دلوقتي كله عايز لحمة حمرا وخلاص، بس إحنا بنحاول نرجّع الطعم القديم مهما كان.

 

الكرنك.. نهاية مسكرة لأكلة حادقة

بعد ما تخلص أكلة دسمة عند بجة، أو قرصة نارية من حواوشي الرفاعي، تيجي على “الكرنك”.. مش مجرد محل عصير، ده معبد الحلويات الشعبية الباردة.

“قنبلة الكرنك” مشهورة في مصر كلها، طبق شكله بيضحكك.. وطعمه بيخليك تسكت.

جوه القنبلة:

طبقة فواكه طازة

شريحة كنافة محمرة

مربع بسبوسة بالعسل

قشطة بلدي

تحتهم رز بلبن أو كاستر

وطعمهم؟ ولا أجدع شيف حلويات في أوروبا يقدر يقلد التوليفة دي.

المميز في الكرنك إنه حافظ على روحه، ما اتغيرش، ما خففش، ما قللش، لسه بيعمل الأكل كأنه لسه فاتح النهارده.. وبنفس نفس أول طبق اتعمل.

 

ثلاثي ما يتكررش

في وقت بقى كل حاجة فيه “فاست فود” و”دليفري” و”ترند”، الرفاعي وبجة والكرنك اختاروا طريق تاني.. طريق الأصل.. الطعم.. والرائحة اللي بتسبقك.

مكان الناس بتروحه مش عشان تصوّر، لكن عشان تستمتع، عشان تتدفى بأكلة فيها حب، وشغل بلدي، وسنين من التعب.

هم مش مطاعم بس.. دول أرشيف مفتوح للنكهة المصرية الأصيلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى