إقتصادعاجل

الحقيقة الكاملة لنفوق 30% من الدواجن متأثرة بمرض وبائي.. اتحاد منتجي الدواجن يثير الأزمة

كتب- علي محمدين

حالة من الجدل والقلق؛ سادا  قطاع الثروة الداجنة، عقب التصريحات الإعلامية التي أدلى بها الدكتور ثروت الزيني نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، بشأن نفوق 30% من الدواجن متأثرة بالوضع الوبائي، وتأثر نحو 70% الطيور بانخفاض أوزانهم، وأن  سعر كيلو الدواجن في المزرعة يصل لـ 95 جنيهًا، وهو سعر غير مجدي للمربين، ولن يعوض خسائرهم.

 

فما حقيقة نفوق 30% من الدواجن متأثرة بمرض وبائي، وتأثير ذلك على أسعار الدواجن؟

 

نفوق 30% من الدواجن كلام غير صحيح

قال الدكتور عبد العزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، فلم يحدث أي تحورات للأمراض الوبائية منذ عامي 2006 و2007.

 

تحركات إيجابية من الجهات المعنية

وأضاف «السيد» لـ «فيتو» أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية تقوم بتحركات إيجابية بطول وعرض البلاد، فضلًا عن أن وزارة الزراعة تحدثت من قبل إلى الاتحاد العام لمنتجي الدواجن وطالبتهم بتقديم أي شكاوى أو مقترحات، أو التحدث عن أي مشكلات تواجه القطاع، وأعلنت الوزارة تكاتفها معهم في مواجهة أي مشكلة، وأن جميع قطاعاتها المعنية في خدمة الصناعة.

 

ما هي أهداف التحدث عن نفوق 30% من الدواجن؟

وتسائل «السيد» عن أهداف التحدث عن هذا الأمر في هذا التوقيت، وإحداث بلبلة بشأن نفوق  30% من الدواجن بعد تعرضها للإصابة بمرض وبائي، وأن 70% من الدواجن مهددين بنفس المصير، أي أنه يتحدث عن 100% من الصناعة واجهت خطر جسيم ولم يعلم به أحد خلال الفترة الماضية، وأن أثر ذلك ظهر جليًا خلال 48 ساعة فقط؛ بالتزامن مع بدء انخفاض أسعار الدواجن.

 

هل مجموعة من كبار المنتجين تحاول السيطرة على الصناعة؟

وتابع: فهل يعقل أن حدث كل هذا خلال 48 ساعة التي بدأت أسعار الدواجن في الانخفاض بعضد وصولها إلى 97 جنيهًا، وهو سعر لم يحدث في شهر رمضان الماضي مع زيادة الطلب على الشراء، متسائلًا: هل يبحثون بهذه التصريحات عن سبب لتثبيت السعر وضمان بيع الدواجن بأسعار مرتفعة لتحقيق المكاسب، وهل مجموعة من كبار المنتجين تريد وتحاول السيطرة على الصناعة وعليه تطلق تصريحات غير منطقية الحدوث.

 

 

استحالة أن تتعرض الصناعة لجائحة وبائية دون أن يدري أحدًا

وقال الدكتور عبد العزيز السيد إنه من الجائز إن تواجه مزرعة بعض المشكلات، لكن هناك استحالة أن تتعرض الصناعة لجائحة وبائية دون أن يدري أحدًا، أو تتحرك الجهات المعنية، خاصة وأن صناعة الدواجن صناعة خاصة يتلزم فيها المربي والمنتج بتطبيق جميع إجراءات الأمن الحيوي بدقة متناهية، واتباع التعليمات والإرشادات، واقتناء القطيع المناسب، ولا يقوم بإنزال القطيع لمزرعته إلا بعد التطهيرات والتأكد من سلامته.

 

دور الجهات المعنية في مواجهة أي مرض محتمل

وتابع: فضلًا عن وجود طبيب مشرف على التحصينات واللقاحات، وإذ حدث أي متغير أو شك في الإصابة بأي مرض؛ يقوم على الفور بالاتصال بقطاع الإدارة العامة للوقاية التابع بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، التي بدورها تذهب إلى المزرعة وتقوم بالحصول على عينات لفحصها، وحتى أن الحكومة تقوم بإجراءات إحترازية منها  القيام بالتقصي النشط، والإستجابة السريعة للحالات، حتى أنها تقوم بأخذ عينات من الطيور المهاجرة لمواجهة أي مرض محتمل قد يصيب الدواجن أو الطيور بصفة عامة.

 

الأولوية هي الحفاظ على الصناعة

واستنكر «السيد» إصدار مثل هذه التصريحات في هذا التوقيت، فهو كلام يهدم الجهود المبذولة من الجهات المعنية جميعها،  فالأولوية هي الحفاظ على الصناعة، وتعظيم المنظومة والحفاظ على صغار المربين، وأن يباع المنتج بسعر يتناسب مع تكلفته حتى لا يخرج صغار المربين من المنظومة.

 

 

 

المطالبة بإلغاء اتحاد منتجي الدواجن ما لم يقم بواجبه

وقال أنا أرى من وجهة نظري الشخصية، إن لم يقم الاتحاد العام لمنتجي الدواجن بدوره المنوط به قانونيًا والذي أنشأ من أجله، وهو الحفاظ على الصناعة وتطويرها وتحديثها، فالأحرى أن يتم إلغاء هذا الاتحاد، خاصة وأنه ليس من المنطقي بدلًا من وقوفه ومساندته للدولة، يقوم بتدمير الجهود بتصريحات غير صحيحة، فمن المؤسف أن يخرج كلام غير مسئول من شخص بقيمة نائب رئيس الاتحاد فهذا غير منطقي أبدًا.

 

وتابع: لا يوجد داعي لإحداث بلبلة، فنحن نريد تطوير الصناعة وتحديثها والوصول للسعر العادل للمربي والمواطن.

 

 

“الزراعة”: هناك متابعة مستمرة لجميع مزارع الدواجن ولم يتم تسجيل حالات نفوق والتحصينات متوفرة

أكدت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن صناعة الدواجن في مصر صناعة مستقرة، وهناك متابعة دائمة من خلال أجهزة الوزارة المعنية متمثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية وقطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة للقطعان والمزارع، ولم يتم تسجيل حالات نفوق، كما أن جميع التحصينات متوفرة من خلال معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية، والوحدات البيطرية بجميع أنحاء الجمهورية.

 

وأكد الدكتور حامد الأقنص رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن حالة مزارع الدواجن في مصر، مطمئنة، وصناعة الدواجن تعد من الصناعات المستقرة، فضلا عن توافر جميع التحصينات ولا يوجد أي نقص بها، فضلا عن استمرار  أعمال الترصد الوبائي المستمرة، التي تقوم بها الهيئة العامة للخدمات البيطرية ومديرياتها بالمحافظات، من خلال الكفاءات الطبية البيطرية المدربة، والمؤهلة التي تتولى بشكل دائم أعمال المتابعة، والتواصل مع المربين، وتقديم الدعم الفني والتوعية والإرشاد لهم.

 

وأشار رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، إلى أنها لم تتلقى أي بلاغات حول انتشار  حالات نفوق نتيجة نقص في التحصينات أو انتشار أية أوبئة أو أمراض، وهو ما لم تكشف عنه أيضا أي من فرق التقصي والترصد الوبائي بالهيئة.

 

 

وناشدت الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أي مربي وأي مزرعة حدث لها أي ضرر، التواصل مع الهيئة أو أقرب مديرية طب بيطري، ليقوم فريق متخصص باستطلاع الأمر وتقديم المساعدة اللازمة.

 

وفي سياق متصل أكد الدكتور طارق سليمان رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، أنه يتم تجميع البيانات ومتابعة حالة القطعان على مدار الساعة من خلال ممثلين القطاع بمديريات الزراعة والإدارات الزراعية علي مستوى الـ٢٧ محافظة ومراكزها المختلفة.

 

وأضاف أن صناعة الدواجن شهدت تطورا غير مسبوق وتنمية مستدامة، مشيرا إلى أن عدد العمالة فى هذه الصناعة فى حدود الـ 3.5 مليون عامل، لافتا إلى أن الاستثمار فى صناعة الدواجن يقدر بحوالي 200 مليار جنيه، وأن الدولة اتخذت العديد من البرامج والمشروعات والخطط من أجل التنمية المستدامة للدواجن.

 

وأشار سليمان إلى أن صناعة الدواجن في مصر حققت الاكتفاء الذاتي، ويتم تصدير الفائض للخارج، مضيفا أن مصر حققت مكانة متقدمة في هذه الصناعة، مشيرا إلى أنه تم اعتماد مصر من الدول التي تعتمد المنشآت الداجنة المعزولة طبقا لضوابط ومعايير المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، وبالتالي يمكن تصدير ما يزيد عن احتياجات السوق المحلي لجميع الدول.

 

وأوضح أن 80% من حجم الإنتاج الداجني موجود لدى صغار المربين، في حين تمتلك الشركات الكبرى 20% فقط، مؤكدا أن الدولة توفر أيضا كافة أوجه الدعم سواء الفني أو اللوجيستي أو المالي لتطوير مزارع الدواجن وتحويلها من النظام المفتوح إلى نظام التربية المغلق مما يترتب عليه زيادة في الانتاجية والاستثمارات وتحسين العائد الاقتصادي.

 

وأكد أنه لم يتم رصد أى نسب نفوق غير طبيعية في أى مزارع سواء لدى صغار المربيين أو كبار المنتجين.

 

كما أكد مهندس محمود العناني رئيس مجلس إدارة الاتحاد العام لمنتجى الدواجن أن نسب النفوق لا تتعدى الـ ٤% في مزارع الدواجن ولا يوجد أى أوبئة بين القطعان.

 

وقال سليمان إن هناك العديد من طلبات التصدير للخارج للدول العربية والأجنبية، سواء بيض مائده أو كتاكيت تسمين أو بيض تفريخ، وأنه أمر ما كان سيحدث في حال  وجود حالات أو مشكلات مرضية، أو وبائيه، لافتا إلى أن الفترة الحالية تشهد تراجعا في أسعار الفراخ، وهذا ما يؤكد زيادة الإنتاج وتوافره.

 

واختتم رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، أنه حال وجود أى مشكلة مرضية أو وبائية لكان القطاع بالتنسيق مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية أول من يعلنه ولم يعد هناك أمر يمكن اخفائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى