عثر علماء في جنوب ولاية تكساس الأمريكية في اكتشاف أثري غير مسبوق، على بقايا عظام بشرية عمرها نحو 800 عام، لكن ما أثار الدهشة هو أن هذه العظام لم تُستخدم للدفن أو في طقوس دينية تقليدية، بل حُوّلت إلى آلات موسيقية استخدمت في طقوس قديمة، يُعتقد أنها ترتبط بحضارة الأزتك ،ويكشف هذا الاكتشاف عن جوانب خفية من ثقافات ما قبل الاستعمار في أمريكا الشمالية، حيث تم توظيف الجسد البشري كجزء من الممارسات الرمزية والموسيقية، ما يدل على وجود شبكة ثقافية متشابكة بين شعوب تكساس القديمة وحضارات وسط المكسيك، كما جاء بصحيفة The Sun .
عثر علماء الآثار على 29 قطعة عظم بشري تعود إلى حوالي 800 عام على ساحل جنوب تكساس، ويُعتقد أنها استخدمت كآلات موسيقية طقسية، مما يفتح نافذة غير متوقعة على شبكة متشابكة من العلاقات الثقافية بين شعوب تكساس القديمة وحضارات الأزتك في المكسيك، وأظهرت التحليلات على غالبية القطع أنها تخص عظام الذراع والرجل، وتم تنظيفها من اللحم والتجفيف، ثم تم معالجتها باستخدام تقنية دقيقة تعرف بـ”الحز والكسر” (groove‑and‑snap) لإنشاء شكل قابل للكسر بشكل متعمد ،ومن أبرز الاكتشافات قطعة من عظم العضد العلوي نحّيت عليها 29 تجويفًا ونقشًا هندسيًا، وتُشبه آلة موسيقية قديمة تدعى omichicahuaztli، والتي استُخدمت في طقوس الأزتك.
يرون العلماء أن هذه القطعة تشير إلى تأثير ثقافي أو تواصل بين سكان الساحل الجنوبي لتكساس وحضارات ما وراء الخليج المكسيكي؛ رغم أن السكان المحليين لم يكونوا معروفين بالزراعة بل اعتمدوا على الصيد والتجمّع ،كما أشار الباحث د.ماثيو تايلور إلى أن استخدام هذه العظام لم يُفسر على أنه أكليًا أو طقوسًا للدفن، بل على الأرجح جزء من طقوس موسيقية أو احتفالية، تحليلُه المستفيض أظهر أن التعامل مع العظام لم يكن ب taboos أو محظورات ثقافية، بل كان مقبولًا ومهنيًا جدًا ضمن تلك المجتمعات القديمة.
ما الذي يجعل هذا الاكتشاف استثنائيًا؟
لأنه يعكس ثقافة موسيقية مكتوبة على العظام البشرية، وليس مجرد أدوات عادية ،ويشير إلى وجود شبكة اتصال ثقافي بين تكساس والمكسيك في الحقبة ما قبل الأوروبية.
يكشف أن المجتمعات القبلية آنذاك لم تعتبر الجسد البشري تابو، بل جزءًا من العالم الطقسي والرمزي، وهذه الاكتشافات تفتح أبوابًا لفهم أعمق لطقوس الموت والاحتفال لدى السكان الذين عاشوا على طول ساحل الخليج الأمريكي قبل عام 1528.
