عاجلمنوعات

احذروا «ربط الحب بالطاعة».. يهدد السلام النفسي للأطفال في التربية

كتبت-نانا امام

يقع بعض الآباء والأمهات في رحلة تربية الأطفال في فخ استخدام عبارات قد تبدو تربوية في ظاهرها، لكنها تترك آثارًا نفسية سلبية عميقة في نفس الطفل، ومن أبرز هذه العبارات: “أنا بحبك لما تسمع الكلام”، فرغم نية الأهل في تشجيع السلوك الجيد، إلا أن هذه الجملة بالذات تعد من أخطر أساليب التربية، لأنها تزرع الخوف والقلق العاطفي داخل الطفل منذ الصغر.

 

وتؤكد د. أمنية أبو عميرة، أخصائية الصحة النفسية وتعديل السلوك، أن استخدام الحب كأداة مكافأة للسلوك الجيد يربك الطفل ويهدد استقراره النفسي، فعندما يُشترط الحب بالطاعة، يبدأ الطفل في الاعتقاد أن الحب أمر مشروط، وأن أي خطأ قد يجعله مرفوضًا أو غير محبوب، وهذا يؤدي إلى شعور دائم بالذنب، محاولة الوصول للكمال لإرضاء الكبار، خوف مستمر من الرفض والابتعاد.

 

فهذه الطريقة قد تنتج طفلاً يبدو “مهذبا” لكنه يعاني داخليا، فقد يكبر وهو غير قادر على التعبير عن مشاعره بحرية، ويعيش في قلق دائم من خسارة حب الآخرين إذا لم يكن مثاليًا، وقد يؤثر ذلك على ثقته بنفسه وعلاقاته المستقبلية.

 

تشدد د. أمنية على أهمية الفصل بين “حبنا للطفل” و”تقييمنا لسلوكه”، وتوضح أنه من الأفضل أن يقال للطفل: “أنا بحبك على طول، بس التصرف ده مش مقبول”، بهذه الطريقة يشعر الطفل بالأمان العاطفي، ويعرف أن حبه غير مشروط، بينما يتعلم أن الخطأ لا ينقص من قيمته، بل هو فرصة للتعلم والإصلاح.

 

وتؤكد أن التربية السليمة تبدأ من الكلمات، فما نظنه بسيطًا قد يكون له أثر عميق ودائم، ومن هنا لا بد أن نراجع خطابنا اليومي مع أطفالنا، ونحرص على أن نشعرهم دوما أن حبنا لهم غير مشروط، وأن أخطاءهم لا تنقص من مكانتهم، بل تعلمهم الطريق نحو الأفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى