
مع اقتراب زيارة الدولة التي يقوم بها ملك إسبانيا الملك فيليبي السادس والملكة ليتيثيا إلى مصر (16 – 19 سبتمبر) بدعوة من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أفسحت الصحافة الإسبانية صفحاتها للحديث عن الكنوز الأثرية التي سيتوقف عندها الضيفان الملكيان في القاهرة والأقصر، في مشهد يعكس المكانة الاستثنائية لمصر كواحدة من أعظم وجهات السياحة الثقافية في العالم.
وأفردت صحف كبرى مثل «إل باييس – وإل موندو -وهولا»، مساحات واسعة للحديث عن هذه الرحلة، التي وصفتها بالتاريخية والاستثنائية، ليس فقط لكونها الأولى للملكين إلى مصر، بل لما تحمله من أبعاد حضارية وسياحية تضع مصر في صدارة اهتمام القارئ الإسباني.
الأهرامات والمتحف الكبير في صدارة المشهد
وأبرز موقع « HOLA» أن برنامج الزيارة يشمل جولة ملكية في الأهرامات والمتحف المصري الكبير، بوصفهما رمزين خالدين للحضارة المصرية، مؤكّدًا أن لحظة الوقوف أمام هذه المعالم ستكون استثنائية على الصعيدين الرسمي والإنساني.
الأقصر.. متحف مفتوح تحت سماء العالم
صحيفة La Vanguardia وصفت مدينة الأقصر بأنها «القلب الأثري لمصر» وأكبر متحف مفتوح في العالم، مشيرة إلى أن الصحافة الإسبانية تعتبر زيارة وادي الملوك ومعابد الكرنك والأقصر وحتشبسوت بمثابة عودة إلى صفحات التاريخ الحي، حيث تتجاور العظمة الفرعونية مع سحر الطبيعة على ضفاف النيل.
الكرنك وحتشبسوت.. أعاجيب لا تنتهي
تقارير أخرى ركّزت على ما وصفته بـ«الكنوز الأثرية»، مثل معبد الكرنك الذي ظل مغموراً تحت الرمال لأكثر من ألف عام قبل اكتشافه، وظاهرة تعامد الشمس على محوره في 21 ديسمبر، إلى جانب معبد حتشبسوت الذي شُيّد على هيئة مصاطب مندمجة في الجبل، في صورة معمارية نادرة.
وادي الملوك وملكات الفراعنة
الصحف الإسبانية احتفت أيضًا بـ«وادي الملوك» حيث مقابر توت عنخ آمون ورمسيس وسيتي الأول، وكذلك وادي الملكات الذي يضم مقبرة نفرتاري المزدانة بأجمل الجداريات.
وأشارت إلى أن هذه المزارات ليست مجرد مواقع سياحية، بل «مفاتيح» لفهم روح مصر القديمة التي ما زالت حاضرة حتى اليوم.
رسالة مزدوجة: سياحة ودبلوماسية
الصحافة الإسبانية اعتبرت أن الزيارة تحمل طابعًا مزدوجًا: دبلوماسيًا يتمثل في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مدريد والقاهرة، وسياحيًا يعيد تسليط الضوء على مصر كوجهة عالمية تتصدر اهتمامات الملايين من الزوار، لاسيما في السوق الإسباني.
بعد ثقافي واقتصادي
التقارير الإسبانية لم تتوقف عند السياحة والآثار، بل ربطت بين هذه الزيارة والعمق الاستراتيجي في العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن الرحلة تأتي بعد رفع العلاقات المصرية–الإسبانية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في فبراير الماضي، خلال زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى مدريد.
وفي هذا السياق، أوضحت أن الزيارة لن تقتصر على الجولات السياحية والأثرية، بل ستشهد أيضًا إطلاق منتدى اقتصادي مصري–إسباني لتعزيز الاستثمارات المشتركة، إلى جانب زيارات لمشروعات ثقافية وعلمية تدعم التعاون بين القاهرة ومدريد.
أرض الكنوز غير المكتشفة بالكامل
استخدمت الصحف الإسبانية لغة احتفالية واضحة في وصف الزيارة، فوصفت مصر بأنها «أرض الكنوز غير المكتشفة بالكامل»، وأكدت أن زيارة الملك والملكة ستعيد تسليط الضوء على مقومات مصر السياحية وتضعها في بؤرة اهتمام القارئ والسائح الإسباني، في وقت يشهد فيه السوق السياحي المصري طفرة في أعداد الزوار الأوروبيين.
دلالات سياحية وسياسية
يرى مراقبون أن هذا الزخم الإعلامي الإسباني حول زيارة الملك فيليب والملكة ليتيثيا إلى مصر، يمثل حملة ترويج غير مباشرة للسياحة المصرية في واحدة من أهم الأسواق الأوروبية، كما يعكس ثقل مصر الحضاري والسياسي باعتبارها جسرًا بين الشرق والغرب.