
مولانا الشيخ السيد سعيد قارئ من الكبار الذين أدوا أداء متقنا دون جلبة ولا شهرة ولا سعيا وراء المال وإنما نحسبه حبة من حبات عقد دولة التلاوة في عصرها الذهبي ومن ذلكم الجيل الذي أخلص لرب العالمين فقد قضى حياته في تلاوة كتاب الله يقوم على خدمته خير قيام لا يخشى في الحق لومة لائم بعد رحلة من العطاء امتد سنوات طوال لم يفعل كما فعل غيره من الذين أساءوا عن جهل أو عمد لدولة التلاوة التي امتد سنوات طوال وفيها أعلام من جيل الشيخ محمد رفعت والحصري و المنشاوي ومصطفى إسماعيل وغيرهم من هؤلاء العظام الذين أعطوا الكثير وأفنوا حياتهم دون إساءة أو تقصير وإنما ضربوا أروع الأمثلة لحملة كتاب الله من الانضباط والضبط والتسامي عما ينزل من أقدار حملة كتاب الله تعالى الذين أنعم الله عليهم بنعمة الحفظ والبلاغ والتعليم كما نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اختتم حياته بمرض أرقده وصار بسببه بين البيت والمستشفيات حتى أحسن الله به الختام إذ تعافى قبل الانتقال الى الرفيق الأعلى بأيام قضاها في الذكر والتلاوة والوصال مع الله حتى انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم السبت وسيتم دفنه في ميت مرجا سلسيل مركز الجمالية التابعة لمحافظة الدقهلية غدا الأحد بعد الظهر والعزاء يوم الاثنين .
وكان الفقيد رحمه الله غيورا على كتاب الله عز وجل وتمنى أن يرى القراء يحفظون كتاب الله من العبث والتغني الذي يخرج بالتلاوة عن ضوابطها وقواعدها وٱدابها وقد أقسم بالله العظيم لو أنه كان نقيبا للقراء عندما يتم تفعيل النقابة فلن يمكن أحدا من الجلوس على دكة التلاوة لكتاب الله إلا من كان متمكنا تمكنا لا تشوبه شائبة في الأداء والسلوك إذ ينبغي على كل حافظ لكتاب الله أن يحفظ الملبس الذي يلبسه والكتاب الذي يحمله فلكم أوجعه وٱلمه ما كان يراه ويسمعه من بعض القراء المحسوبين على دولة التلاوة وهم أبعد الناس عن التلاوة أداءا وضبطا وتأديا وقراءة وهذا إن دل فإنما يدل على رجل من طراز فريد يعرف قدر ما يحمل من كلام رب العالمين لذا كان ذكراه وسيرته عبقا ومسكا وختامه كما جرى على ألسنة من سمعه وهو يتلو كتاب رب العالمين لا سيما سورة يوسف التي كان فيها مدرسة في التلاوة والأداء والضبط والإتقان فجزاه الله الخيرات وأسكنه الجنان وشفع فيه كلام الرحمن وجعل ما قدمه في ميزان حسناته ونفع الله به من سمعه وألهمنا الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون والبقاء لله