
في ذكرى رحيله 23 يونيو 2011 صاحب النسيم القرآني فضيلة الشيخ “ابو العينين شعيشع” ..الذي كان صوته مجموعة من الأصوات المعبرة المتزامنة المتوقفة المتناغمة ، تخرج في وقت واحد كأنما تعزف على تخت كامل ، هكذا يتحدث خبراء علم التلاوة و المقامات القرآنية عن صوته ويقولون :” ما إن نسمع صوت الشيخ ابو العينين شعيشع في وقت العصاري الذي خصصته الاذاعة لتلاوته إلا ونشعر بنسيم قرآني هب ليلمس أرواحنا” .
ولد الشيخ أبو العينين شعيشع في مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ في ٢٢ أغسطس ١٩٢٢ ، فقد حفظ القرآن وذاع صيته صبياً من خلال حفل أقيم بمدينة المنصورة عام ١٩٣٦ .
كان رحمه الله أقرب الأصوات لقيثارة السماء الشيخ “محمد رفعت” ، حتى إنه عندما ذهب ليقدم بالإذاعة والتي ضمت الشيخ أحمد شوريت والدكتور ابراهيم مصطفى عميد كلية دار العلوم والشيخ المغربي ومصطفى رضا مدير معهد الموسيقى ، حينها أدى شيخنا أداءا مذهلا منحه تعاقدا مع الإذاعة ، وكان أصغر قاريء كان عمره حينها سبعة عشر عاما ، و ذلك عام ١٩٣٩ .
يذكر إنه بعد حركة يوليو واجه مسئولي الإذاعة مشكلة فمعظم تسجيلات الشيخ محمد رفعت أصبحت بفعل الزمن غير مكتملة وهناك أجزاء ناقصة فاستعانوا بالشيخ ابو العينين شعيشع أقرب الأصوات للشيخ محمد رفعت لاكمالها .
ويحكي شعيشع عن علاقته بالشيخ محمد رفعت فيقول : إن هناك اناسا قالوا للشيخ محمد رفعت : “فيه واحد طالع جديد بيقلدك ” ، فأجاب رفعت على الفور و قال : “أعرفه و احبه و اسمعه و اسمه ابو العينين شعيشع ” . فتوجه شعيشع الى الشيخ محمد رفعت ليقبل رأسه فرحا و سعيدا بشهادة قدوته فيه .
جدير بالذكر أن الشيخ الجليل هو أول قاريء يسافر الدول العربية وذلك عام ١٩٤٠ بدعوة من اذاعة الشرق الأدنى و مقرها فلسطين ، فتعاقدت معه لمدة ثلاثة اشهر ، وكان يقرأ قرآن صلاة ظهر الجمعة من المسجد الأقصى ، وتنقلها اذاعتا الشرق الادنى والقدس على الهواء مباشرة .
شغل الشيخ الجليل العديد من المناصب الدينية منها أنه كان رحمه الله قارئا في مسجد السيدة زينب ، ونقيبا لقراء مصر وعضوا للمجلس الاعلى للشئون الاسلامية وعميدا للمعهد الدولي لتحفيظ القرآن الكريم .
سافر الشيخ ابو العينين الى العديد من اقطار العالم الاسلامي والغربي ، تاليا لكتاب ربه و داعيا الى دينه وقد نال العديد من الاوسمة تقديرا لمجهوده .
توفي الشيخ في ٢٣ يونيو ٢٠١١ عن عمر يناهز ٨٩ عام …رحم الله الشيخ الجليل .