عاجلمقالات

إبراهيم فياض يكتب: القسم العظيم من رب العالمين

إنه لقسم لو تعلمون عظيم والفجر وليال عشر !

إنه قسم لو تعلمون عظيم ، فهي أيام النفحات والبركات والخيرات من رب العباد لأمة خير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء بالنفحات لأمته ، فقد صدر الله سورة الفجر بهذه الأقسام الخمسة دلالة وإشارة على عظم المقسم به ورفعته وعلو شأنه ، فهي الأيام العشر من ذي الحجة التي لها مكانة عظيمة ومنزلة شريفة لما يحدث فيها من تأدية لهذا الركن الخامس من أركان هذا الدين ، وهو فريضة الحج لمن اسطاع إليه سبيلا .

وها هي الأيام المباركة قد بدأت بذلك الفجر الذي ينفجر من اليوم ، وكما قال ابن عباس : والفجر يريد صبيحة ذلكم اليوم الأعظم من يوم النحر ، لأن الله تعالى جل ثناؤه فقد جعل الله لكل يوم ليلة إلا يوم النحر لم يجعل له ليلة قبله ولا ليلة بعده ، لأن يوم عرفه له ليلتان : ليلة قبله وليلة بعده ، فمن أدرك الموقف ليلة بعد عرفة فقد أدرك الحج إلى طلوع الفجر فجر يوم النحر ، وقد قرن الأيام به فقال :” وليال عشر ” ، أي ليال عشر من ذي الحجة .

والعشر الأول من سورة الفجر التي أقسم الله بها هي العشر التي ذكرها الله في قصة موسى عليه السلام :” وأتممناها بعشر …” وهي أفضل أيام السنة ، فقد روى ابو الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “: والفجر وليال عشر قال عشر الأضحى فهي ليال عشر ، لأن ليلة يوم النحر داخلة فيه ، إذ خصها الله بأن جعلها موقفا لمن لم يدرك الوقوف يوم عرفة ، وقد نكرها الله في القسم ، ولم يتم تعريفها لفضيلتها على غيرها فلو عرفها لم تستقل بمعنى الفضيلة الذي في التنكير ، فنكرت من بين ما أقسم به للفضيلة التي ليست لغيرها .

ويأتي القسم الثالث وهو الشفع والوتر على قول كثير من المفسرين : أن الوتر يوم عرفة ، والشفع يوم النحر ، إذ يوم عرفة وتر لأنه تاسعها ، ويوم النحر شفع ، لأنه عاشرها قال جابر عن عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم : والفجر وليال عشر

قال هو الصبح وعشر النحر والوتر يوم عرفة ، والشفع يوم النحر وهذا كله إن دل فإنما يدل على عظمة هذه الأيام التي تؤدى فيها شعائر ومناسك الحج تلك الفريضة التي تتحقق فيها عظمة هذا الدين ورعته في اجتماع عالمي في مشهد رائع في مكان واحد وزمان واحد على قلب ينبض بالتلبية بعد أن خلع الجميع المخيط فتوحدوا في ملبسهم ، وتجردوا من شهواتهم ولبوا نداء ربهم قائلين : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك .

ولم يرد الله أن يحرم غيرهم ممن لم يشهد هناك في المشعر الحرام فاختصصن بهذه النفحة الطيبة من هذه الليال العظام التي يضاعف فيها الأعمال ، وتغفر فيها السيئات ، ويباهى فيها الله بخلقه ملائكته في السماء ، وتتعانق فيه الأرض والسماء عناق الرحمات التى تترى ، وتتنزل على الخلق وتتوالى نسائم المغفرة على قلوب العصاة ، فترتجف قلوبهم ، وتلهج ألسنتهم بالذكر والتكبير والتحميد بأن الله ينادي على عباده ، ويقول : هلموا إلى رب غفور يجزل العطاء ويضاعف الخيرات لمن أقبل إليه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى