العالمعاجل

أكبر مظاهرات ضد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض.. صحف: المسيرات أظهرت مقاومة لترامب وقد تُعرقل الجمهوريين فى انتخابات الكونجرس

كتب- محمد فهمي

شارك مئات الآلاف من الأمريكيين فى مظاهرات حاشدة فى مدن وبلدات عبر مختلف أنحاء الولايات المتحدة تحت شعار “ارفعوا أيديكم” للتنديد بسياسة الرئيس دونالد ترامب وإدارته، فيما يمثل أكبر مظاهرات يومية ضد الرئيس منذ عودته إلى البيت الأبيض.

 

وشهد الشارع الأمريكى حالة من الغضب الكبير ضد سياسات دونالد ترامب سواء الداخلية أو الخارجية، حيث فاقمت الرسوم الجمركية التى فرضها الرئيس الأمريكى حالة من الصدمة للاقتصاد العالمى، مما أثار حالة من الغضب الكبير داخل أمريكا وأيضا القارة الأوروبية.

 

واصطف المتظاهرون في شارع “كونيتيكت” المزدحم بواشنطن العاصمة فى انتظار حافلات تقلهم إلى وسط المدينة، ورفعوا لافتات تحمل شعارات مثل “لا ملوك فى الولايات المتحدة” و”اطردوا ماسك”.

 

وشهدت شيكاغو تظاهر آلاف الأمريكيين ضد سياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى فيديو للمظاهرات ضد سياسات ترامب.

 

وفى أوروبا، تجمع مئات الأشخاص فى باريس وبرلين ولندن ولشبونة والعديد من المدن الأخرى، السبت، للاحتجاج ضد ترامب ومستشاره إيلون ماسك، وذلك بعد أسبوع عصيب على الأسواق المالية عقب قرار ترامب فرض رسوم جمركية عالمية شاملة.

 

وخرجت المظاهرات الأوروبية تحت شعار “ارفعوا أيديكم”، ففي مدينة فرانكفورت الألمانية خرجت مظاهرة تحت هذا الشعار بترتيب من منظمة “الديمقراطيون في الخارج”، وهى المنظمة الرسمية للحزب الديمقراطى للأمريكيين المقيمين فى الخارج.

 

وسلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على المظاهرات الحاشدة ضد دونالد ترامب وسياساته، وقالت إنها أظهرت مقاومة ضده.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن المتظاهرين جاءوا للدفاع عن الحدائق الوطنية والشركات الصغيرة والتعليم العام والرعاية الصحية للمحاربين القدامى وحقوق الإجهاض والانتخابات النزيهة. وسار المشاركون للتنديد بالجمارك ورجال الأعمال الموالين للسلطة والأموال المظلمة والفاشية وترحيل المهاجرين الشرعيين وضد وزارة الكفاءة الحكومية.

 

وأوضحت نيويورك تايمز أن المتظاهرين كان لديهم الكثير من الأسباب ليحتشدوا به في مدن وبلدات في جميع أنحاء البلاد يوم السبت احتجاجًا على أجندة الرئيس ترامب. وتم التخطيط لمظاهرات في جميع الولايات الخمسين، وأظهرت صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حشودًا كثيفة في أماكن متنوعة مثل سانت أوجستين بولاية فلوريدا، وسولت ليك سيتي، وفرانكفورت  بولاية كنتاكي.

 

ورغم صعوبة تقدير حجم الحشود، قال المنظمون إن أكثر من 600 ألف شخص سجلوا أسماءهم للمشاركة، وإن الفعاليات أقيمت أيضا في الأراضي الأمريكية وعشرات المواقع في مختلف أنحاء العالم.

 

من جانبها، قالت وكالة أسوشيتدبرس إن المظاهرات التى حملت شعار “ارفعوا أيديكم”، تنظيمها من قبل أكثر من 150 منظمة بينها جماعات الحقوق المدنية والاتحادات العمالية وأنصار حقوق المثليين والمحاربين ونشطاء الانتخابات، وغلب عليها الطابع السلمى ولم يكن هناك بلاغات عن اعتقالات.

 

وأشارت الوكالة إلى أن المسيرات مثلت أكبر يوم للمظاهرات ضد ترامب من قبل حركة معارضة تحاول استعادة زخمها بعد صدمة الأسابيع الأولى للرئيس الجمهورى فى الحكم.

 

وأعرب المتظاهرون عن غضبهم إزاء تحركات الإدارة لطرد آلاف الموظفين الفيدراليين، وإغلاق المكاتب الميدانية لإدارة الضمان الاجتماعي، وإغلاق وكالات بأكملها، وترحيل المهاجرين، وتقليص الحماية للأشخاص المتحولين جنسياً، وخفض التمويل للبرامج الصحية.

 

وردًا على سؤال حول الاحتجاجات، قال البيت الأبيض في بيان إن “موقف الرئيس ترامب واضح: سيحمي دائمًا الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية والرعاية الطبية للمستفيدين المؤهلين. في الوقت نفسه، يتمثل موقف الديمقراطيين في منح مزايا الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية والرعاية الطبية للمهاجرين غير الشرعيين، مما سيؤدي إلى إفلاس هذه البرامج وسحق الأمريكيين من كبار السن.

 

من جانبها، رأت صحيفة الأوبزرفر البريطانية المظاهرات باعتبارها استعراضاً لمعارضة جماهيرية واسعة النطاق لسياسات الرئيس الأمريكي، يأمل المنظمون أن تتفاقم لتتحول إلى دوامة احتجاجات قد تُعيق ترامب في انتخابات الكونجرس العام المقبل.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الغضب من ترامب ومساعده الملياردير، إيلون ماسك، تجلى في بحرٍ من اللافتات على مركز واشنطن التجاري، وبجوار نصب واشنطن التذكاري. وشجبت رسائل متعددة الرجلين لإغلاقهما الوكالات الحكومية، وخفض الوظائف والخدمات، وتهديدهما – بعباراتٍ صريحة في كثير من الأحيان –  للديمقراطية الأمريكية.

 

ونقلت أوبزرفر عن جيمي راسكين، النائب الديمقراطي عن ولاية ماريلاند، قوله: “إنهم يعتقدون أن الديمقراطية محكوم عليها بالزوال، ويعتقدون أن تغيير النظام قادم علينا إذا تمكنوا فقط من الاستيلاء على نظام المدفوعات لدينا”.

 

وجاءت أحداث السبت عقب أسابيع من القلق بين القوى المناهضة لترامب، من أن الرئيس قد سارع إلى تنفيذ أجندته في غياب مقاومة كافية من الديمقراطيين في الكونجرس، وفي غياب مظاهر المعارضة الجماهيرية الشعبية التي ظهرت في بداية رئاسته الأولى.

 

ولكنها جاءت أيضًا بعد أيام من تشجع الديمقراطيين بعد فوزهم في سباق على مقعد شاغر في المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن، والذي استثمر فيه ماسك 25 مليون دولار من ماله الخاص لدعم المرشح الجمهوري الذي أيده ترامب، دون جدوى.

 

وعبّر العديد من المتحدثين والحضور عن أملهم في أن تشجع المسيرات الأمريكيين الآخرين الذين خاب أملهم من سياسات ترامب على الانضمام إلى مسيرات مستقبلية، مما يمنح حركة الاحتجاج الناشئة زخمًا تشتد الحاجة إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى