
لطالما كانت الرموش الكثيفة علامة من علامات الجمال، حيث يسعى الكثيرون للحصول عليها باستخدام مستحضرات التجميل المختلفة والرموش الاصطناعية، إلا أن الرموش تتعدى كونها مجرد زينة للعين، فهي تلعب دورًا حيويًا في حماية العين من الغبار والأوساخ.
لذلك، يُعد تساقط الرموش بمعدل أسرع من المعتاد مصدر قلق للكثيرين. وقد يلاحظ البعض تساقط كميات كبيرة من الرموش أثناء إزالة المكياج، أو ببساطة ملاحظة نقص في كثافة الرموش بشكل عام.
حول أسباب هذه الظاهرة وكيفية التعامل معها، أوضحت طبيبة العيون الدكتورة نيكول باجيك لموقع “Cleveland Clinic” الطبي، أن المعدل الطبيعي لـتساقط الرموش يتراوح بين رمش واحد إلى خمس رموش يوميًا، وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب العيون. وأشارت إلى أن ملاحظة رمش أو اثنين على الوجه أو الوسادة أمر طبيعي، حيث تمر الرموش بدورات نمو وسكون وتساقط مماثلة لبقية شعر الجسم.
في المقابل، حذرت الدكتورة باجيك من أن تساقط الرموش بكميات كبيرة أو على شكل كتل ليس طبيعيًا، وقد يشير إلى حالة تُعرف باسم “داء الرموش الهدبية”، والتي ليست مرضًا بحد ذاتها بل نتيجة لعامل يؤثر على نمو الرموش. وقد يكون السبب بسيطًا مثل تهيج ناتج عن مستحضرات تجميل العيون، أو علامة على مشكلة صحية أعمق تستدعي العلاج.الأسباب الشائعة لتساقط الرموش
التهاب الجفن: وهو التهاب شائع في الجفن يمكن أن ينتج عن حالات جلدية مختلفة مثل الوردية والتهاب الجلد الدهني، بالإضافة إلى الإصابة بالديديودكس.
يعد الالتهاب الناتج عن هذه الحالات يمكن أن يؤثر على بصيلات الرموش ويؤدي إلى تساقطها. ويتمثل العلاج الأمثل في
معالجة المشكلة الجلدية الكامنة، مع إمكانية تخفيف الأعراض باستخدام كمادات دافئة وفرك الجفون بلطف. وفي الحالات الشديدة، قد يستدعي الأمر استشارة طبيب عيون أو طبيب أمراض جلدية.
الحالات الصحية: أشارت الدكتورة باجيك إلى أن بعض الأمراض الجهازية يمكن أن تؤثر على نمو الرموش، حيث يعتبر نمو الرموش وظيفة غير أساسية للجسم، وبالتالي قد لا يملك الجسم الموارد الكافية للحفاظ على رموش صحية أثناء مكافحة الأمراض.
وتشمل هذه الحالات أمراض المناعة الذاتية مثل الثعلبة البقعية والذئبة وتصلب الجلد، والحالات الهرمونية مثل قصور الغدة الدرقية، والالتهابات مثل فيروس الهربس البسيط وفيروس نقص المناعة البشرية والزهري والسل، بالإضافة إلى انقطاع الطمث وسرطان الجلد.
التهيج والصدمات الناتجة عن منتجات الرموش: حذرت الدكتورة باجيك من أن الإفراط في استخدام أدوات تجميل الرموش مثل رفع الرموش وصبغها وتركيب الرموش الصناعية قد يضعف الرموش بدلًا من زيادتها كثافة. وأوضحت أن بصيلات الرموش حساسة للمواد الكيميائية ووزن الرموش الصناعية، مما قد يؤدي إلى تلفها وتساقطها الناتج عن الضغط أو الشد، بالإضافة إلى احتمالية حدوث رد فعل تحسسي تجاه المواد الكيميائية المستخدمة في هذه العمليات.
ونصحت باختيار متخصصين ذوي خبرة واستخدام هذه العلاجات للمناسبات الخاصة فقط، مع ضرورة إجراء اختبار حساسية على منطقة صغيرة من الرموش قبل البدء في أي منها.
الأدوية: لفتت الدكتورة باجيك إلى أن تساقط الرموش يمكن أن يكون أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل مميعات الدم وبعض مضادات الاكتئاب. كما أن العلاج الكيميائي والإشعاعي المستخدم في علاج السرطان قد يؤدي أيضًا إلى تساقط الرموش، مشيرة إلى أن الرموش عادة ما تبدأ في النمو مجددًا بعد انتهاء العلاج.
نقص الفيتامينات: نقص بعض الفيتامينات مثل البيوتين والزنك والحديد قد يؤثر سلبًا على نمو الرموش، ومع ذلك، يجب الحذر من تناول جرعات كبيرة من الفيتامينات دون استشارة الطبيب، حيث أن الإفراط في تناولها قد يكون سامًا ويؤثر على نتائج فحوصات الدم.
كيفية إيقاف تساقط الرموش
أكدت الدكتورة باجيك أن الخطوة الأولى في معالجة تساقط الرموش هي علاج أي مشاكل صحية كامنة قد تكون السبب. بالإضافة إلى ذلك، قدمت بعض النصائح المنزلية لدعم نمو رموش صحي:
تقليل استخدام مكاوي تجعيد الرموش: حيث يمكن أن تسبب كسر الرموش، ويفضل استخدامها بشكل قليل وتجنب الأنواع الساخنة.
إزالة الماسكارا برفق: تجنب فرك الرموش بقوة عند إزالة المكياج واستخدام مزيل مكياج عيون لطيف وخالٍ من العطور.
استخدام وسادة من الحرير أو الساتان: لتقليل الاحتكاك الذي قد يسبب تساقط الرموش وتكسرها أثناء النوم.
الحذر من الأدوية التي تساعد على نمو الرموش: برغم أن الدواء يساعد على نمو الرموش، ولكنه قد يسبب آثارًا جانبية مثل جفاف العين واسوداد القزحية.