حوادث وقضاياعاجل

أبرزهم شاكر ومداهم وأم سجدة وسوزي الأردنية.. من “الترند” إلى الحبس: “الحقيقة نيوز” تكشف الوجه المظلم لبلوجرز تيك توك

تحقيق- حسين محمود

في وقت تتسابق فيه الشهرة الرقمية مع القيم المجتمعية، برز موقع الحقيقة نيوز كصوت صحفي مسؤول، يقف في وجه موجة محتوى الإسفاف والانفلات الأخلاقي على منصات التواصل، عبر حملة إخبارية دقيقة وممنهجة، ساهمت في ضبط عدد كبير من صناع المحتوى المثير للجدل، والذين استخدموا شهرتهم للتربح من وراء انتهاك القانون وخدش الحياء العام.

 

دور الحقيقة نيوز: إعلام مسؤول في مواجهة فوضى السوشيال ميديا

من خلال تحقيقات وتحليلات معمقة، سلط موقع الحقيقة نيوز الضوء على عشرات الحسابات التي تقدم محتوى خادشًا، وتنشر فيديوهات تتضمن إيحاءات جنسية، وألفاظًا خارجة، وأحيانًا مشاهد تحريضية أو تمثيلية تحاكي العنف والمخدرات.

 

وقد نُشرت الحملة تغطيات تسببت في تحرك الجهات المختصة، وتفعيل البلاغات العامة، مما أدى لضبط عدد من المؤثرين.

 

ضبط “شاكر محظور” ومدير أعماله: سلاح ومخدرات داخل شقة تيك توك

ألقت الأجهزة الأمنية القبض على صانع المحتوى المعروف باسم “شاكر محظور” في القاهرة، بعد بلاغات متكررة بشأن نشره لمحتوى مخالف.

 

تم ضبطه بحوزته:

 

سلاح ناري غير مرخص

 

كمية من مخدري الحشيش والآيس

 

مدير أعماله كان برفقته وبحوزته مواد مشابهة

 

اعترف المتهمان بأن الهدف من المحتوى كان رفع المشاهدات وتحقيق الأرباح.

 

“أم سجدة” و”أم مكة”.. من بث الترند إلى زنزانة الحبس

في تطور لافت، تم القبض على اثنتين من أشهر صانعات المحتوى:

 

أم سجدة: احتُجزت 4 أيام بعد نشرها فيديوهات وُصفت بأنها “مخالفة للآداب العامة”، وأقرت أن الهدف كان الربح عبر جذب التفاعل.

 

أم مكة: تم ضبطها بعد مشادة في مدينة الإنتاج الإعلامي، ووجهت لها تهم تتعلق بنشر محتوى خارج وازدراء للأخلاقيات العامة.

 

“مداهم” في قبضة الأمن: حيازة مخدرات وأموال مشبوهة

ألقت الأجهزة الأمنية القبض على صانع المحتوى المعروف باسم “مداهم”، والذي تم العثور بحوزته على:

 

كميات من الحشيش والأفيون

 

مبالغ مالية ضخمة (محلية وأجنبية)

 

مشغولات ذهبية

 

واعترف أن المحتوى المقدم كان وسيلة لجذب المشاهدات ورفع العائدات.

 

هدير عبد الرازق.. سيدة الفيديوهات المخالفة تواجه الحبس والغرامة

أصدرت المحكمة حكمًا نهائيًا بحق البلوجر هدير عبد الرازق بالسجن عامًا مع الشغل وغرامة 100 ألف جنيه، بعد إدانتها بنشر 11 فيديو خادش للحياء العام.

 

وكشفت التحقيقات عن تربحها أكثر من 1400 دولار من البث المباشر المخالف، إضافة لحكم سابق بالسجن عامين في قضية إصابة مواطن.

 

الدجل والشعوذة عبر الإنترنت: بلاغات ضد “الشيخ شاكر” و”د. كابي”

تم تقديم بلاغ رسمي ضد “الشيخ أحمد صديق شاكر” و”د. كابي” بتهمة:

 

نشر محتوى يحمل طابعًا من الدجل والخرافات

 

استغلال الدين في التربح والنصب

 

إيحاءات غير لائقة تحت عباءة الدين

 

وطالب البلاغ بمحاسبة المتهمين عن التحريض على الفسق وخداع المتابعين.

 

قائمة من السقوط.. الأسماء تتساقط

موقع الحقيقة نيوز وثّق في حملته الصحفية سقوط عدد من البلوجرز أبرزهم:

 

سوزي الأردنية: أوقفت رسميًا بعد نشرها محتوى فاضحًا على تيك توك.

 

علياء قمرون (المنوفية): اعترفت باستخدام المحتوى الخارج لجني الأرباح.

 

أم رودينا: تحقيقات أثبتت استخدامها للبث الحي لجمع أموال عبر وسائل غير قانونية.

 

رورو البلد: محتوى اعتبره الأمن “تحريضًا على الفسق”، وضبط بحوزتها 3 هواتف.

 

تيك توكر الوايلي “ز.ت”: محال للمحاكمة بسبب فيديوهات خادشة للحياء.

 

أسئلة مشروعة.. هل نحن بحاجة إلى رقابة أم وعي؟

تثير هذه الوقائع تساؤلات حول:

 

حدود حرية التعبير في الفضاء الرقمي

 

دور المنصات في فلترة المحتوى المسيء

 

غياب الوعي المجتمعي بالقوانين المنظمة للنشر

 

وتكشف عن فجوة بين الشهرة السريعة والمسؤولية القانونية، والتي غالبًا ما يدفع ثمنها من تجاوز الخطوط الحمراء.

 

شهدت الـ48 ساعة الماضية سقوطًا متسارعًا لعدد من صانعات المحتوى “البلوجرز” الأكثر جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد موجة من البلاغات القانونية تقدم بها عدد من المحامين، اتهموهن بنشر محتوى خادش وخارج عن القيم الأسرية والمعايير الأخلاقية.

النيابة العامة من جانبها فتحت تحقيقات موسعة، انتهت بحبس بعضهن احتياطيًا، في حين ما تزال التحقيقات جارية مع أخريات.

 

جدل مجتمعي واسع: هل تفسد السوشيال ميديا الذوق العام؟

أثارت هذه الحملة موجة من التساؤلات المجتمعية حول تأثير محتوى البلوجرز على القيم السائدة، والدور الخطير لمواقع التواصل الاجتماعي في ترسيخ نماذج غير مسؤولة، خاصة بين المراهقين والشباب.

وحذر خبراء علم النفس والقانون من أن هذه الظاهرة تمثل تهديدًا مباشرًا على سلوك الأجيال الجديدة، وتشوه الصورة العامة للأسرة والمرأة المصرية.

 

د. أحمد فخري: منصات التواصل تهدد القيم و«تصدر نماذج مشوهة»

أوضح الدكتور أحمد فخري، أستاذ علم النفس الإكلينيكي بجامعة عين شمس، أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل مباشر في تشكيل الوعي والقيم، وقد أصبح بعضها أداة لهدم الأخلاقيات المجتمعية الراسخة.

وأكد أن قيمًا مادية سطحية، مثل “معاك قرش تسوى قرش”، أصبحت هي السائدة، مشيرًا إلى انتشار محتوى هزلي، واستعراضي، يفتقر لأي مضمون معرفي أو أخلاقي.

 

كما حذر من استغلال البعض للغرائز أو التسول العاطفي لجذب المتابعين، في حين أن آخرين يعانون من اضطرابات عقلية أو نفسية ويفرغون ضلالاتهم عبر هذه المنصات.

 

محامٍ: العقوبات صارمة.. السجن والغرامات تنتظر المخالفين

وفي السياق القانوني، قال الدكتور عبدالله محمد، المحامي، إن القانون المصري تصدى بقوة لهذه الجرائم الإلكترونية، وشدد على أن ما يبث من محتوى خادش يدخل تحت جرائم نشر الفسق والفجور والفعل الفاضح.

 

من أبرز العقوبات:

المادة 178 من قانون العقوبات: الحبس حتى سنتين وغرامة حتى 10 آلاف جنيه لنشر مواد خادشة للحياء.

 

المادة 269 مكرر: السجن لنشر صور أو تسجيلات مخلة.

 

المادة 25 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات: الحبس 6 أشهر وغرامة تصل إلى 100 ألف جنيه لمن ينتهك القيم الأسرية أو ينشر محتوى خاصًا دون إذن.

 

المادة 26 من نفس القانون: الحبس حتى 5 سنوات وغرامة حتى 300 ألف جنيه لمن يربط بيانات شخصية بمحتوى منافٍ للآداب.

 

قانون مكافحة الدعارة (رقم 10 لسنة 1961): الحبس حتى 3 سنوات لمن يروج أو يحرض على الفسق والدعارة.

 

توصيات: رقابة تربوية وإعلامية.. وتفعيل آليات المواجهة

دعا الخبراء إلى تفعيل دور مؤسسات التنشئة من أسرة ومدرسة ومجتمع مدني في توعية الشباب بخطورة المحتوى المشوه، مع تعزيز دور الإعلام في تقديم نماذج إيجابية وهادفة.

 

كما شددوا على أهمية استمرار الأجهزة الأمنية في حملاتها ضد من يتعمدون زعزعة القيم والأخلاق، مع ضرورة تغليظ العقوبات وتحديث القوانين لتواكب التغيرات الرقمية المتسارعة.

خاتمة: الحقيقة في مواجهة الإسفاف

أثبتت تجربة الحقيقة نيوز أن الإعلام الجاد لا يزال قادرًا على التأثير وضبط البوصلة الأخلاقية، حينما يؤدي دوره المهني بشجاعة وبحث دقيق، في مواجهة من جعلوا من الإسفاف سلعة تُباع للمراهقين والباحثين عن “الترند”.

 

وبينما يستمر البعض في اعتبار المشاهدات مقياسًا للنجاح، فإن القانون – مدعومًا بصوت إعلامي مسؤول – يقول كلمته: الشهرة لا تعني الحصانة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى